لم تقتصر أبعاد تطبيق «الواتس آب» على الرسائل وتبادل الصور والمقاطع المصورة فحسب، بل تعدى ذلك ليكون المجلس الذي يجمع العائلة، من خلال تخصيص مجموعات يتم خلالها نشر الأخبار وأحدث صور المناسبات والأحداث اليومية، مما أدى إلى القضاء على ما تبقى من العادات الأسرية في التواصل والزيارات، وتسبب في عزوف الشباب عن تلك المجموعات نظرا لاختلاف طرحها عن توجهاتهم وتطلعاتهم. ويرى وليد الهديرس، أن تطبيق «الواتس آب» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي تحدد مسألة علاقة الفرد مع الأسرة، ولذلك إيجابيات من حيث التواصل مع أفراد الأسرة الواحدة على مدار اليوم، إلا أن بعض الشباب يفضل عدم التواجد في هذه المجموعات، نظرا لتعدد توجهاتهم واهتماماتهم، حيث يفضلون المجموعات المهتمة بالأندية أو الشعر وبعض المجموعات الشبابية الخاصة، نظرا لتقارب العمر والتقاء بعض التوجهات والاهتمامات، بعكس مجموعات العائلة التي تكون أغلب رسائلها متكررة أو إشاعات منتشرة. ويوضح إبراهيم الشمري، أن تطبيق «الواتس آب» ألغى الجلسات العائلية والتجمعات الأسبوعية، كما تسبب في اختلاف أسري، بسبب تفضيل بعض الشباب عدم الانضمام لمثل تلك المجموعات، مما يبعث بالتساؤلات لدى الوالدين حول الأسباب التي أدت لغيابهم. وترى شادن العتيق، أن «الواتس آب» يحمل جوانب سلبية كثيرة بالنسبة للشباب والشابات أيضا، فمن وضع صورة عرض ورسالة حالة بغرض الانتقام أو الرد لإحداهن، إلى إهمال الأمهات لواجباتهن المنزلية، وإهمال متابعة الأبناء في الدراسة، وهناك رسائل تحمل أحاديث غير صحيحة وتكون متبوعة بالحث على نشرها، وذلك يؤثر على الأمهات اللاتي يقمن بنشرها مباشرة دون التأكد من صحتها، كما يستخدمه الغالبية لمراقبة الآخرين، وهذا سبب رئيسي في مغادرة الشباب لمجموعات العائلة، وحتى حذف التطبيق. مؤكدة أنه أثر على العلاقات الاجتماعية والتجمعات الأسبوعية للعائلة، حيث أصبحت بلا معنى، وانشغل الجميع بالمحادثات وإرسال المقاطع والصور. ويعارضهم فهد الدهاش برأيه ونظرته حول تطبيق «الواتس آب»، مؤكدا أن جوانبه الإيجابية كثيرة وساعد بشكل كبير على تقارب القلوب بين أفراد الأسرة، وإظهار ما لم نكن نعرفه سابقا عن بعضنا في أراء متعددة إلا بالصدفة، الجميل الآن أن تجد الابن يناقش والده ويحاوره في العديد من القضايا وبحضور الأسرة في المجموعة، والواتس بشكل عام، ساهم بشكل كبير في فهم من حولنا، وقربنا أكثر وأصبحنا نشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم.