أعاد إفشال النظام السوري لمؤتمر جنيف2، وإسقاطه الخيار التفاوضي السلمي، طرح قضية تسليح المعارضة السورية إلى الواجهة خاصة مع إفراط قوات الأسد في استخدام العنف وقصف المدن بالبراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات على المدنيين الآمنين. «عكاظ» استطلعت آراء خبيرين حول ضرورة تسليح قوات المعارضة، وما يمكن أن تغيره على أرض الواقع. العميد الركن في الجيش الحر أنور سعد الدين قال ل «عكاظ»، إن مسألة تسليح الجيش الحر لا تقتصر على إحداث توازن قوي في وجه النظام وحلفائه فقط، بل تتجاوز أهميتها ذلك لتصل إلى حماية الثورة وسوريا من التطرف والإرهاب. وأضاف أن تعزيز قدرات الجيش الحر ينهي التطرف ويضعف آماله في التمدد داخل سوريا والمجتمع السوري، مشيرا إلى أن ظاهرة التطرف تعززت مع طول زمن الثورة السورية ومنع وصول السلاح للجيش الحر، ومن ثم فإن مواجهة التطرف لا تكون إلا عبر تعزيز الجيش الحر بالسلاح والعتاد. واعتبر أن النظام السوري فقد القدرة على فرض سلطته على معظم الأراضي السورية، لكن ما يسمح له بالاستمرار هو الدعم الروسي الإيراني بالسلاح والمال، ومنع السلاح عن الجيش الحر والثوار، مؤكدا أن تزويد الجيش الحر بالأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة من شأنه أن يحسم المعركة في أكثر من مكان ويدفع الأمور باتجاه تسوية سياسية ترضي الشعب السوري وثورته. من جهته، قال الخبير الاستراتيجي حسن شلحة، إن النظام السوري أثبت في كثير من المحطات وآخرها جنيف2، إنه نظام لا يسعى لتسوية سياسية بل لكسب الوقت من أجل مزيد من القتل. ورأى أن الخيار الوحيد للخروج من هذه المراوحة القاتلة هو السعي لتعزيز قدرات الجيش الحر والثوار بشكل يسمح لها بإحداث تطور ميداني يدفع هذا النظام وحلفاءه إلى التسوية السياسية. وأفاد شلحة أن الجميع يؤمن أن الحسم العسكري في سوريا يبدو مستحيلا، لكن الوقائع الميدانية التي يمكن أن يحدثها تسليح الجيش الحر من شأنها أن تدفع إيجابا باتجاه تسوية سياسية تشكل خشبة الخلاص لهذه الأزمة المستعصية.