على الرغم من المصاعب والقيود الاجتماعية التي تقف في بعض الأحيان عائقا أمام الشباب أو الفتيات في تحقيق طموحاتهم وإبراز هواياتهم خوفا من الخجل الاجتماعي إلا أن الحاجة تتغلب على تلك القيود، هاجر وتفاني ومشاعل محمد الدعزاز ثلاث شقيقات إحداهن خريجة جامعية والأخريات لازلن على مقاعد الدراسة في الجامعة، تغلبن على قيود الخجل وبرزن في تقديم هوايتهن التي تتمثل في إعداد «الكيك» بطرق مختلفة وجميلة، وعرض منتجاتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعن طريق الأقارب والأصدقاء. تقول الشقيقة الكبري هاجر: «نحن ثلاث شقيقات أكبرنا 24سنة وأصغرنا 19سنة والوسطى 21 سنة، أبدعنا في مجال صناعة الحلويات بشكل عام، وبالأخص الكيك والتشيزكيك، حيث نقوم بإعداده وتجهيزه من داخل البيت ولم يكن لدينا مصنعا خاصا أو محلا للبيع فيه، حيث كانت بداياتنا عبارة عن هواية في إعداد الحلويات وتقديمها للعائلة بصورة مختلفة عن ما جرت عليه العادة بعد بعض الإضافات التي منحته لونا وشكلا وطعما رائعا، وتتابع: «انطلاقتنا كانت في العام الماضي، حيث كانت ميزانيتنا بسيطة جدا لا تتجاوز المائتي ريال فقط، ولكن بحمد الله أصبحت منتجاتنا التي أطلقنا عليها «دانتيلا» الأشهر وصور منتجاتنا هي الأكثر انتشارا عبر مواقع التواصل الاجتماعية فهي دخلت قلوب الناس قبل منازلهم»، وتزيد حول الصعوبات التي واجهتهن: «واجهتنا صعوبات كثيرة خصوصا أننا لم نكن متفرغات فكان التحدي هو التوفيق بين الدراسة والعمل الخاص، حيث كنا نحضر محاضراتنا في الجامعة وفي الفترة المسائية نقوم بإعداد الحلويات والسهر عليها ولله الحمد وفقنا بين دراستنا وهوايتنا، وأيضا انتقادات الناس اللاذعة وبعض الآراء السلبية المحبطة وعدم توفر أيدي عاملة كافية، بالإضافة إلى ضغط العمل والتحدي الأكبر هو توفير المنتجات يوميا للبوفيهات بأوقات معينة على الرغم من الإمكانيات المحدودة»، وتتابع: «شهرتنا جاءت من تقديم منتجات ذات جودة عالية فالطعم الجيد والتعامل هي أساس كل نجاح، كما أننا في دانتيلا نسعى لتقديم خدمات لزبائننا الكرام ونضمن لهم راحة أكثر كخدمة التوصيل مثلا ومشروع هديتي الأنيقة الذي أوقفناه مؤقتا»، وحول طموحها بينت: «طموحنا إحداث ثورة في عالم الحلويات وابتكار أصناف جديدة وغير معتادة وإنشاء مصانع حلويات بطاقم عمل سعودي مائة بالمائة، نستطيع من خلالها تقديم منتجات ذات جودة عالية ونخدم شريحة كبيرة من بنات جيلنا من الخريجات العاطلات والراغبات في ممارسة العمل في هذا المجال، كما نتطلع للمشاركة في المعارض والمهرجات الرسمية، وكل ذلك بلاشك بحاجة للصبر والإصرار، فالعمل في هذا المجال جدا صعب والأصعب هو البداية دائما ولولا توفيق الله ثم تشجيع الكثير من العملاء والأهل والأصدقاء لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، حيث تصلنا الكثير من العروض والطلب في ازدياد حتى من خارج المملكة ولله الحمد، بالإضافة إلى توفير منتجاتنا في بوفيهات معروفة في الخبروالدمام سهل وصولنا وجود مواقع التواصل الاجتماعية، أيضا أسهمت في انتشارنا والأهم من هذا كلة جودة منتجاتنا التي نفخر بها».