يحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنقاذ مهمته كمبعوث للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالتوصل إلى اتفاق إطار من شأنه استمرار المفاوضات تلقائيا دون الحاجة إلى تمديد مهلة التسعة أشهر التي تنتهي في نيسان المقبل. وثمة رغبة أمريكية في إرضاء إسرائيل على حساب الجانب الفلسطيني الضعيف خاصة بشأن الأغوار ويهودية دولة إسرائيل. وكان الأمريكيون يريدون طرح اتفاق إطار يتضمن تحفظات كل طرف حول القضايا المطروحة مع طرح موقف أمريكي وسطي، لكن الإسرائيليين تمترسوا حول عدة قضايا لا يمكن لأي فلسطيني التسليم بها، أهمها أن العاصمة الفلسطينية في القدس، وليس القدسالشرقيةالمحتلة عام 1967، وفي القدس قد تعني بلدة أبوديس المحاذية للقدس وليس القدسالشرقية وهو طرح مرفوض فلسطينيا، وكذلك فإن المطلب الإسرائيلي باستمرار احتلال الأغوار يعني حرمان الدولة الموعودة من ثلث الضفة، ناهيك عن أن الكتل الاستيطانية التي تريد إسرائيل ضمها باتت أضعاف ما كانت عليه في السابق بإضافة مستوطنات كبرى جديدة فضلا عن المستوطنات القريبة من حدود 1967. فما معنى دولة بلا أرض ولا حدود مع طرف آخر سوى إسرائيل! وبالنسبة للاجئين فإن إسرائيل لا تريد حتى مجرد مناقشة قضيتهم بل تطرح قضية المهاجرين اليهود من الدول العربية وضرورة تعويضهم، علما أن تهجير اليهود تم ضمن مخطط بريطاني مع الوكالة اليهودية صاحبته تفجيرات ضد اليهود في المغرب والعراق ومصر من فعل العصابات الصهيونية لإجبار اليهود على الهجرة إلى فلسطين. فالمجرم هي العصابات الصهيونية وليس الأنظمة العربية آنذاك وإن كان نوري السعيد تواطأ في المؤامرة لقاء أموال. عمليا، مهمة كيري تركز على الجانب الفلسطيني والعربي طالما أن إسرائيل لا تريد الاستماع إليه بل وتهاجمه ليل نهار، ورفضت زيارته لها مرتين خلال الأسابيع الأخيرة، بحجة أن بنيامين نتنياهو سيزور واشنطن الشهر المقبل ويلتقي الرئيس أوباما ضمن زيارته التي سيلتقي فيها أيضا باللوبي اليهودي «ايباك» وكان نتنياهو عندما تعرض لضغوط أمريكية في أواخر التسعينيات لتنفيذ اتفاقات أوسلو توجه إلى واشنطن لحضور اجتماع ايباك ولم يستقبله الرئيس بيل كلينتون، فقال في تصريح شهير له «أقول لذلك الرجل في البيت الأبيض إننا سنشعل النار من حوله» وبعد فترة انفجرت فضيحة مونيكا لوينسكي، فماذا سيفجر نتنياهو في وجه أوباما؟.