كشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان فريق وزير الخارجية الأميركي جون كيري بدأ بإجراء اتصالات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لفحص إمكان تمديد المفاوضات حتى نهاية العام في حال فشل خطة كيري، كما هو متوقعاً. وقالت المصادر ان خطة كيري تعرضت الى الرفض من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، موضحة: «عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو معظم ما جاء في خطة كيري، خصوصاً منح الفلسطينيين مساحة من الأرض تساوي مساحة الضفة الغربية عند احتلالها عام 1967، وإقامة عاصمة لهم في القدس، وقيام قوات رباعية اسرائيلية وفلسطينية وأميركية وأردنية بالانتشار على الحدود مع الأردن، وعودة عدد محدود من اللاجئين وفق خطة (الرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون». وأضافت: «عارض الجانب الفلسطيني أيضاً الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وإقامة عاصمة في القدس (أي رفض إقامة العاصمة في جزء في القدس وليس في القدسالشرقية كاملة)، وعودة رمزية للاجئين، وإقامة دولة على مساحة تساوي مساحة الضفة (أي رفض عرض نتانياهو مبادلة 30 في المئة من الضفة بدلاً من تبادل طفيف للأراضي)، وضم الكتل الاستيطانية وتأجير بقية المستوطنات، مشدداً على ضرورة ان تكون الدولة على حدود عام 1967 مع تبادل طفيف للأراضي، وعلى أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة». نتانياهو خدع كيري وقال مسؤول فلسطيني ل «الحياة» ان كيري تعرض الى الخداع من نتانياهو الذي قدم له في البداية أفكاراً مشجعة لكنها غامضة بعض الشيء، وعندما عرض عليه كيري مشروع «اتفاق إطار» عارضه بشدة، نافياً إعطاء مثل هذه الوعود. وأوضح المسؤول ان نتانياهو طلب من كيري لدى بدء جهوده ايجاد حل لمشكلة الأمن أولاً، متعهداً إبداء مرونة في الملفات الأخرى، لكن عندما قدم له كيري رزمة أفكار تشكل «اتفاق اطار»، رفض معظمها. وقال ديبلوماسي غربي ل «الحياة» ان الاجتماع الأخير بين نتانياهو وكيري استمر سبع ساعات، وتخلله جدال حاد وصراخ سمعه أعضاء الفريقين الجالسين في قاعة قرب غرفة الاجتماعات. وأدى الخلاف الحاد بين كيري ونتانياهو الى تأجيل الأخير زيارته المنطقة والتي كانت مقررة في 13 الشهر الجاري الى اجل غير محدد. وأعلن الرئيس باراك اوباما في تصريح له امس ان فرص كيري في التوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين تقل عن 50 في المئة. وفي رام الله، اعلن الرئيس محمود عباس امس رفضه تأجير الأغوار لإسرائيل في أي حل سياسي، وقال: «عندما تقوم دولة فلسطين، لن يكون هناك وجود إسرائيلي رسمي عندنا، وهذا من حقنا، أما الحديث عن الأغوار فهي كلها أرض فلسطينية محتلة عام 1967، وما نطالب به هو إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967، والأغوار جزء من هذه الأراضي، ولن نقبل بأي حال من الأحوال بأن تكون الأغوار إسرائيلية، أو حتى أن تؤجر». وأوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي قام بزيارة الأراضي الفلسطينية وإسرائيل: «استعرضنا آخر تطورات عملية السلام، وأطلعناه على وجهة نظرنا والسبل الكفيلة بدفع العملية السلمية، وبما يمكّن شعبنا من نيل حريته واستقلاله في دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة على حدودها لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية التي نريدها مدينة مفتوحة لاتباع الديانات السماوية الثلاث، لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وحسن جوار». ورفض مسؤولون فلسطينيون فكرة تمديد المفاوضات حتى نهاية العام، لكن قراراً بهذا الشأن لم يتخذ بعد.