مع إشراقة صباح الأمس، ودع دليح بن هادي مجرشي أطفاله وزوجته في منزلهم بالدمام متوجها إلى مقر عمله في قوة الطوارئ، ولم يكن يعلم أن هذا الوداع هو الاخير لأطفاله الأربعة (بنتان وولدان) اصغرهم يبلغ من العمر خمسة اشهر واكبرهم سبع سنوات وزوجته، فقد استشهد في ميدان الشرف والكرامة من اجل الذود عن تراب هذا الوطن حيث اصابته رصاصة الغدر. «عكاظ» اجرت اتصالا هاتفيا بشقيقه محمد مجرشي، الذي يعمل في شرطة المنطقة الشرقية فقال «شهادة دليح شرف لنا وتاج على رؤوسنا جميعا فقد عاش مدافعا عن تراب هذا الوطن حاميا له صفا بصف ويدا بيد مع كافة زملائه في قوة الطوارئ والتي التحق بها منذ العام 1419ه فقد كان محبا لوطنه وعمله وكانت النتيجة الشهادة من اجل الوطن فلله الحمد على ذلك فهذا فخر واعتزاز لكل العائلة». وعن اطفاله قال إنهم يعيشون حالة من الحزن والبكاء بعد فقدهم لوالدهم ولكن هذا قدره ولا راد لقضاء الله، مؤكدا أن الدولة لن تنسى هؤلاء الاطفال الذين تيتموا بسبب رصاصة غدر. وقال علي أبو هشات مجرشي شيخ قرية المقطابه بمحافظة الحرث التي ترعرع فيها الشهيد منذ مولده عام 1402ه، حيث عاش يتيم الاب في كنف أمه حتى وفاتها وغادرها لظروف عمله وسكن بعائلته في المنطقة الشرقية، استشهاد دليح وسام لنا جميعا ويفخر به جميع أهالي منطقة جازان وسوف نقف صفا واحدا للدفاع عن الوطن بكل ما نملك من مال وعتاد. يذكر أن الشهيد دليح شارك في عدد من المداهمات لمكافحة الارهاب في الخبر والمباركية والقطيف وكان بطل المملكة للملاكمة ثلاث مرات وحاز على لقب بطل الأمن العام مرتين. من جهته قال الشيخ الدكتور محمد بن عمر العتين قاضي محكمة راس تنورة وقاضي التمييز السابق: نحن مع رجال الأمن في حماية أمن الوطن وتضحياتهم بأرواحهم محل تقديرنا. وقال الشيخ فهد بن سعد العبلان خطيب الجامع الكبير بمليجة: لا شك أن كافة أبناء هذا الوطن يقدرون تضحيات رجال الأمن بأرواحهم في حماية الوطن وأبنائه ومقدساته، ولا شك أن ما يقومون به من إرخاص أعمارهم في سبيل الله هو عزة وشرف في الدنيا والآخرة. وقال كل من شريف علي الحكمي، زيد محمد ابو طالب، عبدالرحمن علي الحكمي، محمد عبدالله الحكمي، علي عبدالرحمن الحكمي وعبدالله عبدالرحمن الحكمي: أرواحنا جميعا فداء لوطننا ورجال الأمن منا ونحن منهم، فهم يسهرون على امن هذا الوطن ومكتسباته ومقدساته ويقدمون دماءهم وأرواحهم فداء لهذا التراب الغالي، ولا شك ان هذه التضحيات بالدماء والأرواح ليست غريبة عليهم لأنهم وهبوا أنفسهم لحماية المقدسات والوطن وأبنائه.