أحسب أن باكستان والباكستانيين، من أكثر من يحب السعوديين من الدول والشعوب قاطبة. وقد لمست هذا الحب، من خلال زيارات قمت بها شخصيا أو رفقة الوفد الإعلامي السعودي الذي يغطي زيارات كبار المسؤولين السعوديين، وآخرها الزيارة التي قام بها ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في الأيام الثلاثة الماضية. في العشاء الذي أقامه الرئيس الباكستاني للأمير سلمان والوفد المرافق له، جلس إلى جانبي ضابط كبير، فتحدث عن أيامه الجميلة التي قضاها في خميس مشيط. وفي الليلة التالية أقام السفير السعودي في باكستان الدكتور عبدالعزيز الغدير، عشاء على شرف الأمير سلمان، حضره رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، وكبار الشخصيات الباكستانية، فجلس إلى جانبي زميل باكستاني يقدم برنامجا يوميا شهيرا، فكان يصر على فريق الضيافة الباكستاني، ألا يتقدم زملاءه السعوديين. قال لنا: نحن مسرورون بزيارتكم، فرحون بكم، فعلاقاتنا بكم تتجاوز التعاون المشترك، والمصالح المتبادلة، والعلاقات الاستراتيجية، لأن رابطنا وأياكم هو الإسلام. باكستان من أهم الدول الحليفة للمملكة. وهي شريك استراتيجي على مستويات التضامن الإسلامي من جهة، والأمن الوطني من جهة أخرى. هذا البلد الكبير بشعبه الذي يعشق كل ما يمت إلى المملكة بصلة، يستحق الشراكة الدائمة والاستراتيجية. لن نجد في تركيا ولا إيران هذا الولاء العميق الذي نجده من باكستان. مضت أكثر من 67 سنة على التحالف بين البلدين.. كل ملوك المملكة تقريبا زاروا باكستان من فيصل إلى عبدالله، وهو ما يعبر عن العمق الكبير بين بلدين من أهم بلدان العالم الإسلامي قاطبة. يذكر عمر فاروق: أن الآباء المؤسسين للدولتين أسسوا هذه العلاقات على أساس من الصدق والتفاهم المشترك، والاحترام المتبادل الذي يعود إلى الأيام الأولى لنشأة باكستان في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1943 عانت البنغال في عهد الهند البريطانية من المجاعة وتعرض مسلمو البنغال لتهديدات، دفعت مؤسس باكستان محمد علي جناح إلى مناشدة الدول الأجنبية إنقاذ المسلمين في البنغال، وكان أول تبرع بقيمة 10.000 جنيه إسترليني يصل إليه من ملك دولة إسلامية، من الملك عبد العزيز عام 1943.