اعتبر عدد من الخبراء والمسؤولين انضمام مدينة (وعد الشمال) إلى مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين هو تنويع لمصادر الاقتصاد ودعم قطاعي النفط والبتروكيماويات في الناتج الإجمالي المحلي. وأكدوا أن لها آثارا اقتصادية واجتماعية مماثلة إلى حد بعيد لأثر مدينتي الجبيل وينبع الاقتصاديتين اللتين وزعتا التركيبة السكانية، والإفادة من صناعات جديدة غير مرتبطة بالنفط. ولفتوا إلى أنها إذا أوجدت قاعدة صناعية للمساهمة في الصناعات التحويلية بحيث لا يكون هناك اعتماد على النفط كمصدر ثابت. وأكدوا أن مدينة طريف بدأت تبوح بجزء من أسرار الحلم المنتظر تحقيقة مع نهاية العام 2016م، وهو الموعد المعلن من وزارة البترول والثروة المعدنية، لانطلاق العمل في مشروع البنية التحتية للمدينة الاقتصادية المنتظرة. رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الحدود الشمالية عبدالله بن محمد الغريب أوضح أن مدينة "وعد الشمال" تأتي ضمن المدن الصناعية التي يتم إنشاؤها لتوزيع التنمية في مناطق المملكة للخروج من الاختناقات السكانية التي تواجهها المدن الرئيسة وعدم الهجرة لتلك المدن وتركيزها على مدينة معينة. مشيرا الى أن الغرفة وجهت الدعوة لكافة الشركات والمؤسسات بالمنطقة وخارجها والراغبة في العمل بمشروع مدينة وعد الشمال، مؤكدا أنه تم تخصيص مكتب بالغرفة لتقديم الخدمات وتذليل الصعوبات التي تواجه رجال الأعمال بالمنطقة والمؤسسات الصغيرة، متوقعا ان يستفيد منه المجتمع الشمالي على وجه الخصوص والمستثمرون في القطاع الخاص في جميع مناطق المملكة بشكل عام وفي كافة القطاعات. ودعا الغريب الشركات المشاركة في تنفيذ المشروع الى أن تزيد فرص التوظيف. وأوضح الدكتور متعب السراح الأمين العام السابق في الغرفة التجارية الصناعية بعرعر، أن مدينة وعد الشمال سوف تعزز الصادرات السعودية وتدعم اقتصاد المملكة كما أنها ستنهض باقتصاد المنطقة وتزيد من فرص التوظيف، مضيفا أنه من المنتظر ان توفر 25 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وسينشأ فيها 7 مصانع متنوعة. تعتمد على الخامات المتوفرة بالمنطقة. منها أكبر مصنع للأنمونيا بالعالم وكذلك. مصنع لإنتاج الأعلاف ومصانع بتروكيماويات وفوسفات متنوعة. وأضاف السراح أنها ستنعكس على انتعاش القطاع الخاص بالمنطقة، وإيجاد فرص استثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتفتح شراكات بين منشآت المنطقة من جهة وشركات من خارج المنطقة من جهة أخرى، موضحا أن هذا سوف يؤثر إيجابيا وينعكس على الأسواق التجارية بالمنطقة، وفي مقدمتها سوق مواد البناء والمعدات الثقيلة، والخرسانة الجاهزة وكذلك تنشيط الحركة العقارية ووسائل النقل، وأضاف: عندما يبدأ تصدير منتجات وعد الشمال سيساهم ذلك بتنويع الصادرات السعودية وسيساهم كذلك في تنويع مصادر الاقتصاد السعودي. من جانبه كشف رجل الأعمال ياسر المدوح عن ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة والوحدات السكنية، حيث ارتفع الطلب عليها بنسبة 100 في المائة، مشيرا إلى أنها كانت لا تتجاوز 50 في المائة قبل توقيع العقود. كما ارتفع سعر إيجار الشقق السكنية غير المفروشة من 700 ريال شهريا الى 2000ريال شهريا، وبالنسبة للأراضي الاستثمارية زاد الطلب عليها، خاصة من شركات تهدف الى الاستثمار التجاري، فيبلغ إيجار مساحة 5 آلاف متر نحو 400 ألف سنويا. وتوقع المدوح نشاط الحركة العمرانية في الفترة المقبلة مما سيرفع قيمة الأراضي التي بدأت بالارتفاع منذ إعلان مدينة وعد الشمال، ففي شارع الأربعين يبلغ سعر قطعة الأرض بمساحة 3200 متر مليوني ريال. كما ارتفع استهلاك الوقود من 40 ألف لتر يوميا إلى 80 ألف لتر يوميا في محطات بيع الوقود. وأشار رجل الأعمال طارق سليمان صالح الحازمي الى أن المشروع سيساهم في إيجاد طفرة نوعية في مجال الخدمات والبنية التحتية في المحافظة، داعيا الشركات والمؤسسات المنفذة لمشروع المدينة الى مساهمتها في القضاء على البطالة التي تعاني منها المنطقة، وذلك من خلال توفير فرص وظيفية وإنشاء معاهد تدريبية تمكن الشباب من الانخراط في سوق العمل، خصوصا أن هناك شركات عالمية سوف تحصل على المشاركة في المشروع ومن مختلف دول العالم. وأضاف أن شباب منطقة الحدود الشمالية ينتظرون من الشركات والقطاع الخاص بشكل عام إنشاء وبناء معاهد تؤهلهم وترفع تحصيلهم العلمي وصقل المهارات ليسهموا في عمليات البناء والتشغيل في مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال التدريبية. رئيس المجلس البلدي بطريف ماجد حمود الرويلي قال: إننا نتوقع بعد ان تم توقيع العقود الإنشائية لمدينة وعد الشمال زيادة في الاستثمارات البلدية، موضحا أن المجلس قام بإعداد خطة للاستثمار في المنطقة عن طريق لجنة مكونة من ادارة التخطيط بالبلدية والمجلس البلدي، مشيرا الى ارتفاع أسعار الشقق بنسبة 25 في المائة ومتوقعا ان تكون الأولوية في التوظيف لابناء المنطقة، خصوصا أن هناك عددا من الشركات المحلية والعالمية تم توقيع العقود معها. وكشف المستثمر العقاري حماد العنزي عن وجود زيادة في أسعار الشقق والأراضي الواقعة على طريق عرعر، حيث ارتفع سعر الأرض مساحة 8 آلاف متر، من 200 ألف ريال إلى 450 ألف ريال، مؤكدا ارتفاع الطلب على الأراضي من مستثمرين من خارج المنطقة يرغبون الاستثمار في مجال الفنادق والشقق المفروشة، فيما قال محمد الرويلي مستثمر في العقار: منذ الإعلان عن البدء في إنشاء مدينة وعد الشمال قفزت أسعار الأراضي الى أكثر من الضعف، مشيرا الى أن الطلب على الشقق السكنية حقق ارتفاعا نتيجة رغبة الشركات المشاركة في مشروع الفوسفات والمعادن.