في ذاكرة المشاهير محطات راسخة وذكريات خالدة لا تنسى آثارها، بعد أن تركت بصمة قوية في مسيرة حياتهم الشخصية أو العلمية والعملية، وإن طال الزمان وامتد سنوات عديدة. في هذا الأسبوع، يروي الدكتور سليمان بن محمد العيدي المستشار بهيئة الإذاعة والتلفزيون، موقفا تعرض له في بداية مسيرته العملية، وكان بمثابة نقطة تحول في حياته العملية. يقول العيدي: غير هذا الموقف مسيرتي العملية من معلم إلى إعلامي. ويضيف: قدمت أوراقي إلى ديوان الموظفين في الجامعة، وكنت حينها أرغب في الالتحاق بالسلك التعليمي في حفر الباطن، لكن إرادة الله كانت أقوى من طموحي الشخصي، فتحولت بشكل مفاجئ إلى العمل الإعلامي. وأردف: فوجئت بأن الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أرسل خطابا سريا أحتفظ بصورة منه إلى الدكتور صالح بن أحمد بن ناصر وكان وقتها وكيلا للإذاعة، يرشحني فيه لأكون مذيعا في إذاعة الرياض، بعد أن رأى في شخصي صفات وأدوات المذيع، وكان هذا في عام 1398 ه أي قبل تخرجي بعام. وزاد العيدي: كنت قد تقدمت للديوان بثلاثة ترشيحات كخيارات للوظيفة المطلوبة، وكانت عبارة عن خيار التدريس مكرر ثلاث مرات، ومع هذا اخترت أن أكون مذيعا، فقدمت استقالتي قبل مباشرتي العمل في سلك التعليم، إلى الإذاعة مباشرة. وتابع: حاول محمد المنصور إقناعي على تغليب الحس الوطني لهذه المهنة الجميلة رغم أنها متعبة، فصرفت نفسي عن التدريس وتحولت إلى الإذاعة إعلاميا، لكني لم أندم على كل ذلك لعلمي الأكيد أن كل ما يقدره الله لي ويكتبه، خير في الدنيا والآخرة، وعلى الإنسان أن يستسلم لخيرة الله له. وخلص إلى القول: بالمناسبة، فإن رغبتي في التدريس أيضا تحققت بعد فترة من الزمن، لأني منذ سنوات أصبحت أدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعد إمضائي قرابة 38 سنة في الإذاعة والتلفزيون، وبذلك أكون حققت رغباتي ورجعت إلى رغبتي الأساسية والحمد لله.