لم تخل كتب التاريخ من ذكر أسماء عدد من شخصيات الإعلام، الذين كانت لهم مواقف تاريخية خالدة عبر تاريخ العرب الطويل منذ عصور الجاهلية الأولى حتى عصرنا الحاضر، إلا أنني وفي لحظات تأملي لحال الأهلي البائس هذا الموسم، حاولت أن أربط هذا الحاضر «التعيس» للأهلي ببعض الشواهد التاريخية على رفض الهوان والانكسار بكافة أشكاله، فلم أجد أبلغ من حال «اليمامة بنت كليب بن ربيعة البكرية»، والتي سجلت موقفا خلده لها التاريخ بعد مقتل أبيها على يد «جساس بن مرة»، وكيف أنها أجبرت جميع من سعى في الصلح بين التغلبيين والبكريين إلى التراجع عن هذا الصلح بعد أن كان شرطها الوحيد للتنازل عن قاتل أبيها قولها: «أريد أبي حيا» وكأني بتلك الفتاة التغلبية تريد أن تقول لهم لن يغنيني الشافعون عن دم «كليب بن ربيعة»، حتى وإن أجزلتم لي العطايا، وهو الحال الذي بات عليه أغلب الأهلاويين الذين أتعبهم وأنهكهم ما يمر به فريقهم هذا الموسم، من ضعف واضح على مختلف الأصعدة، سواء من حيث تعامل صناع القرار مع كل ما يحدث للأهلي، مرورا بالوضع الإداري والفني المتردي للفريق، وصولا إلى الصوت الإعلامي للأهلي والذي بات الصوت الأضعف في الساحة الإعلامية الرياضية، فكل ما يحدث للأهلي في هذا الموسم من انكسار أمام لجان اتحاد القدم أجبر المجانين من أنصاره على رفض جميع المسكنات التي يحاول الأهلاويون الرسميون استخدامها من أجل إيقاف موجة الغضب الجماهيرية، والتي لن تتوقف حتى يعود لهم أهليهم الذي غاب عنهم منذ عام 2011م، وكأني بهم يقولون لمن يسيرون أمور الأهلي لن يهنأ لنا بال حتى تعيدوا لنا «أهلينا حيا»، فهل تصل رسائل المجانين الذين أضناهم حال فريقهم، لمن يعنيهم الأمر، أم أن معاناة المدرج الملكي ستستمر وتستمر بسبب قناعات أصابت الكيان بالوهن وأصابت جماهيره بالإحباط، وجعلت حتى «النطيحة والمتردية» تأخذ نصيبها من هذا الكيان الكبير الذي بات يئن بسبب قناعات مسيريه، والتي يجب أن تتغير في ظل ما يحدث للأهلي حاليا من سلب حقوق وتجاوزات بلغ معها السيل الزبى. ترنيمة: تبغى الصدق أكذب عليك ... هذا عذر عشان أجيك تويتر: Salem_alahmadi@