يطربني معالي السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم رئيس المراسم الملكية الأسبق بتعليقاته الظريفة المختصرة، ففي مكالمة هاتفية قال لي : يا أخ عبدالله البلد كبرت، والناس كثرت، والسيارات ملأت الشوارع حتى أصبح المشوار الذي لا تبعد مسافته نصف كيلو يحتاج لأكثر من نصف ساعة. الأمر الذي يوجب أن يأخذ المختصون بالهم ويتداركوا الأمر قبل أن نصبح كالدول المتعذر المرور بشوارعها. والواقع أن ما تحدث به معالي السيد أحمد هو الحقيقة بعينها وسنها إن شئت أن تقول، وأدهى وأمر من ذلك الحوادث المتوالية التي تؤدي للموت أو الاصابة بالاعاقات المختلفة وذلك ما ذكرته «الاقتصادية» بعدد الأربعاء 14/3/1435ه تحت عنوان (21 حالة وفاة يوميا) ما نصه : ارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة الحوادث المرورية في السعودية خلال عام 2012 بنسبة 24 في المائة، إلى 21 حالة يوميا، مقارنة ب 17 حالة في عام 2009 قبل تطبيق نظام ساهر للمرور، وتصدرت منطقة مكةالمكرمة بقية المناطق في أعداد الوفيات والمصابين خلال عام 2012، بنسبة 25 في المائة من إجمالي الوفيات و 27 في المائة من إجمالي الإصابات، فيما جاءت منطقة الرياض الأعلى في عدد الحوادث ب 28 في المائة من إجمالي حوادث المرور في السعودية، بحسب بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات. ووفقا لدراسة أعدتها وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة «الاقتصادية»، ارتفع عدد الحوادث في 2012، بنسبة 22 في المائة إلى 1614 حادثا يوميا (67 حادثا في الساعة)، مقارنة ب 1328 حادثا يوميا (55 حادثا كل ساعة) خلال عام 2009 أي قبل تطبيق النظام. وبلغ عدد الوفيات خلال عام 2012، نحو 7.6 ألف حالة وفاة، تعادل أكثر من مرتين ونصف ضعف ضحايا العنف في العراق خلال العام نفسه، البالغ أقل من ثلاثة آلاف حالة وفاة. تم تطبيق نظام «ساهر» في أبريل 2010، وهو نظام مروري للضبط الإلكتروني يستخدم تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز للمعلومات، الذي بدوره يقوم بالتحقق من المخالفة فنيا ومن ثم طلب معلومات مالك المركبة من قاعدة البيانات، وبعدها يتم إصدار المخالفات المتعلقة بالسرعة وقطع الإشارة بهدف تحسين مستوى السلامة المرورية. وبحسب الدراسة فإن عدد الحوادث داخل المدن بلغ خمسة أمثاله خارج المدن، بنحو 487.4 ألف حادث داخل المدن، مقابل نحو 101.9 ألف حادث خارجها خلال عام 2012. وتصدرت منطقة مكةالمكرمة بقية المناطق في عدد الوفيات، وعدد المصابين خلال عام 2012، بنحو 1875 حالة وفاة، شكلت 25 في المائة من إجمالي الوفيات في السعودية، ونحو 11.2 ألف مصاب في حوادث، تمثل 27 في المائة من إجمالي الإصابات. فيما جاءت منطقة الرياض أعلى المناطق من حيث عدد الحوادث في 2012، بنحو 166.8 ألف حادث، تمثل 28 في المائة من إجمالي الحوادث في السعودية خلال العام. إنني لا أرى حلا إلا بتشديد المراقبة ليس فقط على السيارات وإنما على رجال المرور الذين يقفون في الشوارع بسياراتهم لمراقبة السير، كما أننا نلاحظ في كثير من الأوقات والمواقف وقوف سيارة إلى جانب أخرى يتحادث الجند فيها غير عابئين بما يجري حولهم.. ويا أمان الخائفين. السطر الأخير : كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن.