لست حريصا على نكء الجراح من جديد لو لم يضطرني إلى ذلك الزميلان الدكتور عبدالرحمن العرابي والأستاذ إبراهيم نسيب من جريدة المدينة، اللذان أخذا يدافعان عن شبكة المياه الوطنية بحجة أنني قسوت عليها عندما قطعت المياه عن منزلي بسبب أنني كتبت أنتقدها في عدم وضوح بعض إجراءاتها مع مشتركي المياه، مرة تقطع عنهم المياه لأنهم لم يسددوا الفاتورة التي لم تصلهم أصلا ومرة ثانية تطبق عليهم الغرامة بسبب أنهم يسربون المياه إلى الشارع. وكان بودي من الزميلين قبل النشر أن يسألاني عن معاناة مواطن الذي هو محسوبكم مع شركة المياه التي كلما كتبت عن خلل في شركة المياه أسرعوا إلى منزلي وفصلوا العداد، بينما يفترض أن يصلحوا الخلل الذي ذكرته أو يردوا بما يشفع لهم عند القارئ أن إجراءاتهم سليمة. ثم إنني أذكر الزميلين أنه كلما أقفلوا عداد المياه عن منزلي أضطر أن أستعين بوايت ماء أدفع فيه ما يزيد على المئة ريال. ولو كل كاتب عومل بهذه الطريقة التي تعاملت معي شبكة المياه بها لما كتب كاتب الذي من أولى أولويات مهامه الكتابية أن ينتقد ويطرح ملاحظاته ومن حق أي إدارة أن ترد بما يضمن سلامة إجراءاتها، أما أن تعاقب الكاتب مثلما عاقبتني شركة المياه، حيث حولت الأمر إلى خلاف شخصي سبب لي في النهاية عدة أضرار أقلها لصق الإنذار تلو الإنذار على بوابة منزلي بحجة أن هناك مياها متسربة في الشارع، بينما الحقيقة هو حرصي الشديد أن أكون قدوة، ما دمت مواطنا يحرص على نظافة مدينته. ثم أقول للزميلين إن «النار لا تحرق سوى رجل واطيها»، وعليهما أن يبحثا عن سبب آخر لمدح شركة المياه الوطنية ومديرها الأستاذ عبدالله العساف، أما أن يحجا على ظهري فهذا الذي لا أقبله لأن الشركة ما زالت تصر على دفع اشتراك الماء والصرف الصحي برسالة جوالية ولم توصل للمشترك فاتورة كما تفعل شركة الكهرباء وكلا الشركتين تتبعان لوزارة واحدة.