يزداد الاستمتاع بالرحلات البرية في فصل الربيع الذي عادة ما يصاحبه اعتدال الأجواء في جميع مناطق المملكة الأمر الذي يحفز الشباب والعائلات على حد سواء للتنزه بالأجواء لكسر الروتين وتحقيق المتعة بعيدا عن ضجيج المدن. ويرى ماجد الشمري أن الخروج للبر والاستمتاع بمظاهر الربيع والخضرة التي تكتسي الأرض في هذا الوقت «تشرح الصدر»، والرحلات البرية تكثر في هذا التوقيت من كل عام، خاصة مع اعتدال الجو وعقب هطول الأمطار، ويزيد الشمري «الترتيب للرحلة لا يأخذ عادة وقتا طويلا عندما تكون الرغبة موجودة لدى الجميع، فضلا عن أن الأجواء تحفز على الخروج»، ويصف الأيام التي قضوها في «روضة الخفس» التي تبعد عن الرياض نحو 120 كلم تقريبا بالجميلة، حيث يقول «نتوزع المهام فيما بيننا إذ تقوم مجموعة بنصب الخيمة وأخرى تعد القهوة والشاي، وفئة تحضر الوجبات الغذائية، فالجميع يتساعد في البر والكل يريد أن يساهم في العمل». من جانبه، يقول سعود العنزي إن الرحلات البرية تزيد من الحماس لدى الشخص للعمل وتحفز للحركة خاصة أنها تكسر روتينا يوميا مملا، ويضيف «البر يمنحك مساحة للتأمل والإبحار في الفضاء الواسع والهدوء الصاخب بعيدا عن التفكير في رتابة الحياة اليومية العادية المتمثلة في جدران المنازل وأرصفة الشوارع ومكاتب العمل والضوضاء التي تحدث في المدن». من جهته، يوضح حمدان العبدالله أن الأجواء الربيعية محفزة للأسر والشباب على حد سواء للخروج للبر والاستمتاع بأجوائه الطبيعية الجميلة. وعن الرحلة البرية التي قضاها بصحبة رفاقه في روضة الخفس، يشير حمدان إلى أنها كانت ممتعة وزادت من التقارب بين الأصدقاء ومن الألفة والمحبة بينهم، فالجميع متعاون ولديه الرغبة في تقديم الخدمة، ويضيف «عقب الغداء يرتاح البعض قليلا، فيما يعكف آخرون على إعداد المشروبات الساخنة، والتي يعقبها التجول وسط الخضار والأزهار الفواحة كالخزامى والنفل التي تملأ المكان بعطرها الزكي، فيما يمارس آخرون الرياضة بلعب كرة القدم أو الطائرة كل حسب رغبته»، وعندما تدنو الشمس للمغيب يبدأ بعض الأصدقاء في إعداد وجبة العشاء والتجهيز لها لتبدأ جلسة السمر التي تمتد لساعة متأخرة من الليل، يقضيها الشباب في الأحاديث التي تكون عادة متعلقة بالبر والقصص القديمة التي سمعوها من آبائهم وأجدادهم، وفي آخر الليل يبدأ البعض في ذكر أحاديث أشباه ما يقال عنها «سوالف رعب»، حيث يتعمد البعض على اختلاق السوالف المخيفة وخاصة المتعلق بالجن واللصوص، لدرجة أن بعض الرفاق لا ينام حتى تبزغ شمس الصباح. ويقول حمدان العبدالله «ولا تخلو الرحلات البرية من المقالب بين الأصحاب، حيث تكثر في البر عمل المقالب ببعض وخاصة عندما يحل الليل، إلا أن الميزة هنا هو أن الجميع يتقبل المقلب بدون زعل، حيث تكون الروح رياضية وعالية جدا»،ويختم حديثه «الهدف من الرحلات البرية هي تجديد النشاط لدى الشخص وتغيير الجو وكسر الروتين اليومي ومعاودة الحيوية من جديد للعودة مجددا للعمل بنشاط وحيوية أكثر».