بدأت حكاية سامي الجابر مع الهلال تتجه إلى مسار آخر، ربما لم يكن ضمن حسابات صاحب القرار، ولا سيما أن ثمة من يضغط بضرورة معالجة الوضع إما بورقة الاستقالة أو الإقالة!! وأظن، بل أكاد أجزم أن الاثنين في ورطة: صاحب القرار وسامي، أعني ورطة الصمود أمام تيار الرافضين، والصمود أمام إعلام ما زال متمسكا بشعرة معاوية! قطعا، هناك جمهور يعشق سامي النجم الكبير، لكن هذا الجمهور يهمه أن يبقى الهلال ثابتا والبقية متحركين! ربما يقبل هذا الجمهور أن يخسر الهلال من النصر تحديدا مباراة أو مباراتين أو ثلاثا، لكن أن يخسر بطولتين، فهنا تبدو المعادلة صعبة عند عشاق الهلال.. على الصعيد الشخصي، أرى أن المسألة في غاية البساطة في أن يستمر سامي الجابر مع الهلال حتى نهاية عقده، وأرى أن سامي ربما يستفيد من هذا الموسم لمصلحة الموسم القادم، لكن قد يرى هلاليون إعلاميون أو أيا كان أن في هذا الطرح مثالية زائدة يحكمها عاطفة صديق لصديقه، كما يتندر بعضهم علي في أعقاب أي كلام اكتبه عن سامي، في وقت أرى أن ما أطرحه لا علاقة له بكل تلك الاجتهادات، بل يجسد واقعا هو اليوم أمامنا على أرض الميدان، واقع نتائج وطموحات حددت قبل البداية حسب الأولوية، مع إيماني التام أن ما يحدث للهلال شيء طبيعي في ظل هبوط جماعي في أداء كثير من اللاعبين، ولا ندري هل أسبابه فنية أو نفسية أم أمور أخرى لا نعرفها! هنا استحضر قوة قرار كدليل مادي أربط به حالة بحالة، وأقصد بيريرا مدرب الأهلي الذي وجه له ولصاحب القرار في الأهلي نقد قاسٍ وصل حد المطالبة بتسريحه والبحث عن بديل، وما زال النقد مستمرا، إلا أن المدرب باقٍ رغم ورغم ورغم، وهنا من البديهي أن تعزز هذه الثقة الإدارية أمورا أخرى لدى المدرب مهما كانت العواصف! أعود لسامي الجابر، وأسأل الأمير عبدالرحمن بن مساعد مباشرة: هل من الممكن أن تحمي سامي مثلما فعل الأهلي مع بيريرا، ولا أقصد هنا الحماية المطلقة من النقد أو خلافه، بل أعني بزرع الثقة في أعقاب أي خسارة للفريق، لأن الموج بدا يعلو يا سمو الأمير وسامي في الأول والأخير ابن بيئته! لا شك أن نجاح تجربة سامي الجابر مع الهلال هي خطوة أولى لأي مدرب وطني يرى أنه قدها وقدود، وعدم نجاحه هو قتل لطموحات أحفاد الزياني في مهنة التدريب! ولو أخذنا التقييم بمنهجية العمل التدريبي، أرى أن سامي لم يفشل، والأرقام عادة لا تكذب، لكن هناك تقييم آخر مرتبط بعاطفة فيه النجاح بطولة وأخرى وما تلاها فشل.. ولهذا أتمنى أن نكون واقعيين هلاليين وغير هلاليين في تقييمنا لتجربة سامي كمدرب، وأن لا نعلق المكتسبات التي تحققت له على مشجب البطولة! ويجب على إدارة الهلال أن تفكر مليا قبل الاستجابة لضغوط الآخرين بإقالة سامي أو حتى قبول استقالته؛ لأن مستقبل سامي كمدرب ربما تحدده هذه الفترة، وأزعم أنكم فهمتم ما أرمي إليه!.