يقول كيسنجر إن «الديبلوماسية هي فن تقييد القوة»، ويبدو أن الأخضر الإبراهيمي وجه صفعة ديبلوماسية للنظام السوري في ضربة واحدة لجم بها ممثل النظام، لدرجة أن هذا الأخير صار يصيح خلف الكواليس «كان لا بد أن نعمل فيتو على الجزائري وليس على الفلسطيني»، ويقصد بالفلسطيني ناصر القدوة.. المكان مبنى هيئة الأممالمتحدة. جلسة صباحية من جلسات المرحلة الأولى من مفاوضات جنيف 2 لوفدي المعارضة والنظام بجنيف، بحضور الوسيط الأممي ومبعوث جامعة الدول العربية الجزائري الأخضر الإبراهيمي.. لم يتوقع أحد من الوفدين ما ستؤول إليه تلك الجلسة الصباحية التي لم تدم طويلا وتشنجت فيها أعصاب وفد النظام... فخلال أيام المرحلة الأولى من المفاوضات، لاحظ متتبعون «وقاحة» وفظاظة ممثل نظام بشار الأسد بشار الجعفري.. مصادر «عكاظ» من داخل مبنى هيئة الأمم أفصحت لنا عن أن الأخضر الإبراهيمي عانى كثيرا من تطاول الجعفري وتهجمه.. ولكنه لم يرد عليه ولو مرة.. واستغرب الكثير ممن شهدوا على تصرفات الجعفري برودة أعصاب الديبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي كان غالبا يصمت برهة ثم يواصل الحديث مع الوفدين.. لكن إحدى جلسات المرحلة الأولى من المفاوضات لم تكن عادية.. فقد كانت صفعة ساخنة على وجه ممثل النظام السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري. ولم يتوقعها أحد، لكن المقربين من الإبراهيمي كانوا يتوقعون ردة فعل الأخير «الديبلوماسية» على تطاول الجعفري وتماديه.. أثناء الجلسة قام الجعفري بكيل السباب والتهم للمملكة.. وباعتبار أن قوانين مجلس الأمن تحظر إثارة الضغائن على الطوائف والدول.. قام المبعوث الأممي بتنبيه الجعفري بهذه القوانين، وطلب منه أن يعود لفحوى نقاط المناقشة ولا يخرج عن إطارها.. لكن الجعفري رد بتهكم عليه ضاربا عرض الحائط قوانين هيئة الأممالمتحدة.. فقال له المبعوث الأممي: لا تنس أنك في هيئة الأممالمتحدة وتحت قبتها وبدعوة منها.. فتمادى ممثل النظام السوري ورد على الأخضر الإبراهيمي «بهستيريا» وعصبية، قائلا: يبدو أنهم غيروا من دينك.. بهت الحضور من «وقاحة» الجعفري ولم يستسغ للكثير ما قاله.. نظر إليه الإبراهيمي برهة من الزمن ولم يقل شيئا ثم امتدت يده لكوب الماء الموضوع أمامه وارتشف منه جرعة ماء وأعاده لمكانه.. ونظر في الحضور قائلا: «غدا سنناقش هيئة الحكم الانتقالي رفعت الجلسة..». لم يتوقع الوفدان سرعة رد الإبراهيمي وحجم الصفعة التي وجهها للجعفري.. بعدها بدأ الجعفري يضرب أخماسا في أسداس ولم يستسغ ما قاله الإبراهيمي وتوجه لأحدهم بالسؤال: ماذا حكى؟ فهمني : قال هيئة حكم انتقالي، سمعت منيح؟.. لم يرد مرافقه عليه وكأن السماء انطبقت على رؤوسهم وحملا أوراقهما وخرجوا من القاع وصب الجعفري.. جام غضبه على أحد أعضاء الوفد.. وقالت بعض المصادر الموثوقة أن الكل امتعض من أداء وفد النظام بما في ذلك روسيا التي دعت مباشرة وفد الائتلاف لاجتماع بعض أعضائه في ميونيخ.