قبل ثلاثة أعوام، دخلت كلية الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، على خط إعداد الإداريين الرياضيين، فقد افتتحت الكلية في محافظة رابغ، باب القبول للالتحاق ببرنامج الماجستير التنفيذي الجديد (الإدارة الرياضية) الذي بدأت الكلية تقديمه ليواكب- كما قال الدكتور أحمد نقادي وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للأعمال والإبداع المعرفي-: «التطور المتواصل في القطاع الرياضي، ويلبي الاحتياجات الماسة لمؤهلين، في مجال الإدارة في المملكة». وإذا كان من المتفق عليه، أنّ الإدارة الرياضية من أهم العناصر في تحقيق النجاحات، والفوز بالبطولات، وبخاصة في كرة القدم، إلا أنّه يجب الاعتراف بأنّ هناك سوء إدارة في بعض قطاعات الرياضة السعودية من جهة، وفي بعض الأندية الرياضية ذاتها من جهة أخرى، مما نجم عنه عدم ظهور فكر إداري جديد، يستفيد من أخطاء الحاضر، ويخطط للمستقبل، ويضع الخطوات والأسس التي ترتكز عليها الإدارة الرياضية الحديثة. مصادر المعرفة الإدارية في هذا المجال، ينبغي أنْ تتنوّع: خبرة، وعلم الإدارة العامة، وتنظيم، وتخطيط، وتنسيق، ورقابة، وتوافر مدير إداري رياضي قادر على العمل مع الآخرين، يوازن بين الأهداف، ويحدد الأوليّات، ويتخذ القرارات الصحيحة. أتابع عن بُعد ما تتخبط فيه بعض الأندية السعودية الرياضية وأتساءل: هل لا تعلم أنّ الإدارة الرياضية «عملية تخطيط وقيادة ورقابة جهود أفراد المؤسسة الرياضية، واستخدام جميع الموارد لتحقيق الأهداف المحددة. ؟» اختلاف الرأي في إدارة أمور الرياضة ظاهرة صحية، إذا أدرك المختلفون أنّ الرياضة عِلْم، وفن، وتخطيط مستقبلي صحيح، وعمل كرجُل واحد، واتخاذ قرارات متزنة وبخاصة في أوقات الأزمات، ولكنْ ما أراه من خلال متابعتي، أنّ الإدارة الرياضية في بعض الأندية، أصبحت ميدانا للصراع، وتصفية حسابات، وتهميشا للخبرة والخبراء، وانعداما للمعلومات والبيانات، وسياسة تنفيذية سيئة. المُعَوّل على كلية الأعمال في رابغ، أن تنقذ الإدارة الرياضية السعودية من ورطة، تهدد بقاء أندية رياضية لا تتمتع إدارتها بالمرونة، ويكاد ينعدم فيها التخطيط المستقبلي، وقَلّ أنْ يعرف كل فرد فيها وظائفه، وواجباته، فيتدخل فيما يعنيه، في موازاة إقصاء الخبرة والخبراء.