غيبت المشاريع المتعثرة شكل التنمية المنشود في منطقة جازان، بعدما أوقفت عجلة التطور الذي ينتظره الأهالي، مؤملين أن تنتهي مدة تنفيذ المشاريع في وقتها المحدد، بدلا من التأخير الذي يعطل الكثير من الآمال ويبدد الأحلام في تنمية المنطقة. وتتصدر المشاريع المتعثرة التي تخدم المواطن بصفة مباشرة «المشاريع الصحية» رغم الوعود التي قدمتها الشؤون الصحية في منطقة جازان بتنفيذ المدينة الطبية التي اعتمدتها وزارة الصحة لأهالي المنطقة على طريق جازان صبيا إلا أنها ما زالت تراوح مكانها ودون تقدم يذكر. ويتكرر سيناريو المدينة الطبية في مستشفى العارضة ومستشفى الإدمان، ومستشفيات النساء والولادة والصحة النفسية، دون أن تحرك الشؤون الصحية في المنطقة ساكنا، ولو دخلت تلك المستشفيات الخدمة لقدمت الكثير من الخدمات للسكان الذين يعانون من الأمراض ويحملونها على أجسادهم، قاطعين الأميال بحثا عن العلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة في المناطق الأخرى. وينظر البعض إلى الشؤون الصحية على أنها تحاول جاهدة أن تذر الرماد في العيون، عندما تحاول تقديم خدمات لا توفر لها الدعامات اللازمة من كوادر طبية فنية، أجهزة طبية حديثة وأدوية. ووصف محمد حكمي فرحتهم بالمدينة الطبية ب«الناقصة» مشيرا إلى أنها لم تكتمل ملامحها بعد، مضيفا كل التساؤلات التي يسألها المواطن حاليا عن المدينة الطبية، هي تساؤلات مشروعة، فالصرح الذي يقف أمامهم لا يزال هيكلا أسمنتيا، ولا يعرفون الأسباب التي عطلته كل هذا الوقت، فقد مضى عليه زمن طويل منذ وضع حجر الأساس له، فيما ينفى المتحدث الإعلامي في صحة جازان محمد صميلي، مبينا أن هناك عدة مستشفيات سوف تخدم المنطقة. ويشير الواقع إلى أن البطء يلازم كل مشاريع جازان وليس مستشفياتها فقط فهناك الطريق الدولي الجديد الذي يربط شمال منطقة جازان بجنوبها بطول 140 كلم تقريبا، ما زال العمل فيه ببطء شديد والذي يمر بمحافظات الدرب وبيش وصبيا ومدينة جازان الاقتصادية ومراكز قوز الجعافرة والعالية وعتود وعدد من المحافظات والمراكز التابعة للمنطقة، حيث يقف الجسر الذي يتقاطع مع الطريق الرابط بين جيزان وأبو عريش متعثرا خاليا من المسارات وحتى من أعمال الردم والذي كان موعد المقرر الانتهاء منه وتسليمه قبل عامين، حيث بلغت قيمة المشروع658،12.358 ريالا، إضافة إلى مشروعات أخرى لم تر النور، ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد مدير النقل بجازان ناصر الحازمي سبب التأخير بترحيل بعض العوائق التي تقف أمام الطريق. ويرى عدد من المواطنين أن المليارات التي تدخل ميزانيات فرع وزارة المياه في جازان والمخصصة لمشاريع المياه، لم تشفع للمنطقة بإطفاء عطش الأهالي في العديد من الأحياء السكنية، وكذلك المحافظات والقرى التابعة لها، ولا زال الأهالي يعانون من تأخير تنفيذها، وأصبح الكثير منهم يشربون مياه الآبار والوايتات التي لا تطفئ العطش، وتساءلوا عن المبالغ التي اعتمدت لإنشاء تلك المشاريع، فيما لم تستفد منها الكثير من الأحياء والقرى، والتي لا زالت تفتقد للمياه، داعين إلى ضرورة تنفيذها في ظل وجود هذه الاعتمادات. فيما أوضح المتحدث الإعلامي في مياه جازان علاء خرد أن هناك مشاريع يتم تنفيذها وفق خطة تنفذها إدارته وحسب مراحل في معظم محافظات وقرى المنطقة. وعلى الصعيد الترفيهي دخل تعثر مشروع الواجهة البحرية السنة الخامسة، وسط تذمر الأهالي من طول فترة التنفيذ، والتي حجب تعثرها رؤية البحر عن المتنزهين والزوار بعدما تحولت إلى منطقة من الحفريات في ظل الارتباط الأزلي بين الأهالي بشاطئ منطقتهم، مستغربين من طول فترة تنفيذ المشروع، والتي بدأ العمل بها قبل أربعة أعوام. ويرى تركي صائغ أن ما يحصل في الواجهة البحرية امتداد لسوء تنفيذ مشاريع الأمانة في منطقة جازان على حد قوله، مفيدا أنه لم يشاهد مشروع تنموي تنفذه الأمانة تم الانتهاء منه في الوقت المحدد بمواصفات عالية من الجودة، مضيفا أن الأمانة تتعاقد مع شركات غير معروفة وذات جودة متدنية، الأمر الذي ربما يكون عذرا في فشل المشاريع. لكن المتحدث الإعلامي في أمانة منطقة جازان طارق رفاعي في تصريح ل «عكاظ»، شدد على أن العمل جار حاليا على قدم وساق لافتتاح المرحلة الأولى من مشروع الواجهة البحرية في منطقة جازان بعد ثلاثة أشهر من الآن. ولم تكن مشاريع الإسكان غائبة عن المشهد، حيث يتصدر مشروع وزارة الإسكان في محافظة أبو عريش جنوبي منطقة جازان، أبرز مشاريع وزارة الإسكان في جازان المتوقفة، حيث كان الموعد المقرر للانتهاء منه وتسليمه قبل عام، إذ تشير اللوحة التي وضعتها الشركة المنفذة للمشروع إلى بدأ العمل به عام 1431ه، من خلال إنشاء 193 وحدة سكنية بقيمة قاربت من 88 مليون ريال، حيث اعترفت وزارة الإسكان في بيان لها بتعثر المشروع، موضحة أنها أنذرت المقاول المشرف على المشروع، إلى ذلك أوضح المتحدث الإعلامي في إمارة منطقة جازان علي زعلة ل «عكاظ» أن المشاريع المتعثرة في المنطقة توجد لها لجنة منبثقة عن مجلس المنطقة مهمتها التخطيط والمتابعة والوقوف على تلك المشاريع وتذليل العقبات الطارئة.