ظهر مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لمعلم يقوم بضرب طلاب تحفيظ القرآن الكريم في مسجد بالمدينة المنورة في صورة تعكس مدى تجرد معلم التحفيظ من ثوب الإنسانية والأمانة الوظيفية، فضلا عن احترام قداسة المكان، حيث إن بيوت الله تعمر بالقرآن والذكر والرأفة والرحمة، والاعتداء بالضرب على النشء لن نجني منه إلا جيل عدواني ينفر من المجتمع. المعلم ضرب طلابه مستخدما لياً أسود دون رحمة أو اعتبار لتوسلاتهم وبكائهم. وبالرغم من تنصل فرع الشؤون الإسلامية في المنطقة عن مسؤولياتها من تصرفات المعلم، إلا أن الواقعة تحتم التوقف، وإعادة النظر في متابعة أعمال حلقات التحفيظ، وتطبيق مشروع الربط الإلكتروني الذي أعلنت عنه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قبل عامين لمتابعة وتقييم أداء المعلمين فيها، منعا للتجاوزات وتحقيقا لتطبيق العقوبة بحق المتهاونين بالأنظمة وفق ما تنص عليه القوانين الرسمية. ولا شك أن غياب الرقابة هو السبب الرئيس في قيام هذا المعلم بهذا التصرف، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لإعادة النظر في آلية اختيار وتقييم معلمي حلقات التحفيظ وفق اشتراطات علمية وعملية يخضع لها المعلم، فضلا عن تخصيص مراقبين ميدانيين مهماتهم تنفيذ جولات مفاجئة على حلقات التحفيظ لإعداد تقرير شامل عن أداء المعلمين والطلاب على حد سواء.