استغربت «الحياة» العبارات التي أطلقها المتحدث الإعلامي لجمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة ضيف الله الحقوي في بعض المواقع الإلكترونية، وعدم اكتفائه بنفي المعلومات الواردة في المادة المنشورة في الصحيفة في عدد أول من أمس (الأحد) بعنوان: «جدة: «تحفيظ القرآن» ترفض 1070 سعودياً رشحتهم «التربية»!»، خصوصاً أنه تمادى في رمي التهم جزافاً بحق الصحيفة من دون وجه حق، متهماً إياها بالتقصد والتدليس. ولا تعلم صحيفة «الحياة» حقيقة أي تقصد وتدليس رمى إليه الحقوي، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول أهلية المذكور في أحقية الموقع الذي يتسنمه، فضلاً عن تهمه غير المبررة، الأمر الذي يضعه في خانة المساءلة والمحاسبة، والمطالبة بإثبات صحة التهمة الموجهة ضد الصحيفة من عدمها، خصوصاً في ظل وجود تسجيلات صوتية موثقة بحق المذكور تؤكد صدقية الكلام المنشور في الصحيفة على لسانه. ورغبة من «الحياة» في قطع الطريق على التأويلات وتأكيداً للمصداقية العليا التي تتمتع بها الصحيفة وتقدمها دائماً على كل الاعتبارات، ترفض بشدة الاتهامات التي ساقها المذكور في حق الصحيفة، وتتيح المجال أمام قرائها لمطالعة الحقيقة، بعرض كامل الحوار الموثق بالتسجيلات الذي دار بين محرر «الحياة» والمتحدث الرسمي لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، وهذا نصه: كيف ترون تعاون جمعية تحفيظ القرآن الكريم مع إدارة التربية والتعليم، في عملية إحلال معلمين سعوديين بدلاً من معلمين أجانب في حلقات التحفيظ داخل منطقة مكة؟ - الحقوي: هناك تعاون قوي بين الجهتين في هذا الشأن، وهناك تقريباً 1070 معلماً من معلمي التربية الإسلامية رشحوا أخيراً من قبل إدارة تعليم المحافظة للعمل في حلقات تدريس القرآن الكريم، إضافةً إلى أن هذا الترشح جاء مباشرةً من قبل المدير العام للتربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي. ما هي الآلية التي اعتمدتموها لاستقبال هؤلاء المعلمين المرشحين من قبل إدارة التربية والتعليم داخل المحافظة للالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم؟ - الحقوي: تم تكوين لجنة في هذا الصدد من قبل جمعية تحفيظ القرآن الكريم وإدارة التربية والتعليم، وتم التواصل مع جميع المتقدمين للالتحاق بالحلقات، واكتشف أن غالبيتهم لا تنطبق عليهم الشروط كون أن غالبيتهم يسكنون في مناطق بعيدة عن منطقة مكةالمكرمة، كمناطق الشرقية والقصيم وبريدة، وبعد عملية الفرز الأولية وصل عدد المرشحين من كل العدد الإجمالي والبالغ 1070 مرشحاً إلى 35 معلماً فقط. ماذا فعلتم تجاه هذا العدد المتبقي من المرشحين؟ - للأسف لم يتجاوز العدد النهائي للمرشحين في تدريس القرآن والالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن سوى خمسة أو ستة معلمين فقط بعد التصفية، ممن كانت لديهم الرغبة الحقيقية في الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن، وتجاوزوا الأهلية الممكّنة لهم. هل تم إلحاق الأشخاص المتجاوزين للاختبارات والمقاييس حلقات التحفيظ؟ - نعم تم إلحاقهم بحلقات التحفيظ، وهم يعملون الآن لدينا داخل إطار الجمعية. هل تواجهون بعض العوائق في عملية المكافآت المالية أو الرواتب الشهرية التي تصرف للمحفظين داخل الحلقات؟ - هذه حقيقة، وحقيقة مشكلة إزالة العوائق ليست بيدنا وحدنا، خصوصاً رفع المكافآت، والتي لا تتجاوز 500 ريال في أقصى الظروف، كما أن هناك آلية معينة لصرف المكافآت والرواتب الشهرية للمعلمين والحفاظ يتم العمل بها داخل الجمعية. ما هي هذه الآلية؟ - تعتمد هذه الآلية على إنتاجية معينة يلزم بها المعلم أثناء تدريسه داخل الحلقة، من خلال تخريجه عدداً من الطلاب الحفاظ، وهي عبارة عن خطة شهرية يتم الاطلاع عليها وعلى مدى نجاح تطبيقها نهاية كل شهر، ومن خلالها يتم تسليم المكافآت للمعلمين، ووفقاً للخطة وعدم نجاحها أو تقدمها قد تتوقف المكافأة شهراً أو شهرين عن المعلم. بالعودة إلى موضوع المعلمين، هل تعتقدون أن إدارة التعليم أخطأت عندما أرسلت لكم معلمين غير مؤهلين؟ - في الأساس هم ليسوا معلمين، ولكنهم باحثو وظائف تقدموا لإدارة التربية والتعليم للعمل كمعلمين على بند الأجور، ولم يعينوا لدى الإدارة، وهي أصلاً عبارة عن قائمة رشحت من قبل مدير تعليم جدة، اكتشف عندما تم التواصل معهم أن غالبيتهم لا تنطبق عليهم الشروط الأساسية في الانضمام لحلقات تحفيظ القرآن. ما أبرز الاشتراطات التي تعتمدون عليها في تعيين الحفاظ داخل الحلقات؟ - هناك اشتراطات معينة وليست سهلة أبداً في تعيين المدرسين والمعلمين داخل الحلقات يأتي من أهمها حصوله على «تزكيات» من جهات معينة تثبت عدم وجود مخالفات سابقة أياً كانت لديه، إضافةً إلى شرط ألا يقل حفظ المتقدم للالتحاق بالتدريس في حلقات التحفيظ عن خمسة أجزاء من القرآن الكريم، إضافةً إلى أن يكون مجوداً تجويداً تاماً للقرآن الكريم، فضلاً عن انضمامه لدورة تأهيل مدتها شهر في الإجادة. وكان المتحدث الإعلامي لجمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة ضيف الله الحقوي، نفى ما نشرته صحيفة «الحياة» أمس، من أن الجمعية رفضت توظيف 1070 سعودياً بحجة أنهم لا يملكون الأهلية والإتقان والإجادة اللغوية لتعليم القرآن الكريم. وأوضح الحقوي في اتصال مع «إحدى الصحف» أن الأسماء التي رُشحت من إدارة التربية والتعليم لم تتقدم أصلاً للمقابلة الشخصية والاختبار، كما أنه تم التواصل معهم من طريق لجنة «سعودة» معلمي الحلقات، المكونة من جمعية تحفيظ القرآن وإدارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن الخبر المنشور فيه تدليس وتقصُّد للجمعية، سواء تعمدت الصحيفة (يقصد «الحياة») أو لم تتعمد. وأضاف الحقوي أن الجمعية ترحب بتوظيف أي سعودي، سواء كان معلم تربية إسلامية أو غير ذلك، شريطة أن تكون لديه الرغبة في العمل وفق نظام الجمعية، وأن يكون مؤهلاً بما يتوافق مع شروط الشؤون التعليمية بالجمعية للتعليم في الحلقات، ووفقاً لنظام المكافآت بالجمعية.