انتقد مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي شركة لتوظيف النساء وأطلقوا وسما «هاشتاق» تحت عنوان (شركة توظف السعوديات لغسيل ملابس العمال الأجانب) استقطبوا من خلالها من يشاركونهم هذا الانتقاد الذي يبلغ حد الاستنكار ولم تخل المشاركات ممن لا يوافقهم الرأي كذلك. وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول هذه الشركة أو تلك الوظائف فإن ما يعنينا هنا هو نص الهاشتاق نفسه في حد ذاته وما انبنى عليه من نظرة استعلائية تبدأ من ركنه الأساسي (سعوديات) وكأنما السعوديات جنس خاص من البشر ينبغي أن تكون له وظائفه التي تليق بمقامه ولغيرهن ما شئن من الوظائف، وإذا لم يكن لنا بد من الأخذ في الاعتبار بأهمية بعض الضوابط الشرعية في عمل المرأة فإن هذه الضوابط إنما تتعلق بظروف العمل وليس بالعمل نفسه وليس في غسيل الملابس إذا توفرت له الضوابط ما يتعارض مع الشرع ولا نزعة الاستعلاء التي تجعل من السعوديات جنسا أرقى من مهنة غسل الملابس وكأن العرب كانت تقول (تجوع الحرة ولا تغسل بيديها) وليس (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها) وإذا ما تركنا السعوديات ونزعة الاستعلاء هذه وجدنا في ذلك الهاشتاق النظرة الدونية لغسل الملابس وكأنما هي مهنة غير شريفة لا يليق بالمرأة الحرة العفيفة أن تقبل بالعمل فيها فالوظائف، كما يمكن أن يفهم من ذلك الهاشتاق، مراتب ومقامات ينبغي أن نعرف منها ما هو لائق وما هو غير لائق. غير أن أسوأ ما في الهاشتاق هذه النظرة الدونية (العمال الأجانب) وكأن وظيفة الغسل لو كانت لسعوديين أو لعمال سعوديين لكانت عملا شريفا لا ضير فيه وإنما الكارثة التي تمس شرف الأمة هي أن الملابس ملابس عمال أجانب، ولا نعرف ماذا سيكون رأي من صنعوا ذلك الهاشتاق فيما لو كانت الملابس لمهندسين وأطباء وخبراء أجانب وهل كان ذلك سوف يخفف من وقع المصيبة التي مست الشرف عند من وضعوا ذلك الهاشتاق. غياب كامل للوعي ونزعة استعلائية مثلها ذلك الهاشتاق فانحرف عن مناقشة حقوق العاملات وأجورهن وظروف عملهن إلى التعبير عن وعي زائف بمفهوم العمل وقيمة الإنسان.