* اعتدنا من الجماهير الرياضية، وعبر الأزمنة المتعاقبة، ابتكار هتافات تشجيعه تؤازر بها اللاعبين أثناء المباريات، وأخرى منها ما يكون موجها ضد الخصم في محاوله للتأثير على لاعبي الفريق المنافس بالسلب، وهي حالات طبيعية تحدث في أغلب الملاعب حتى على المستوى العالمي. * لكن الذي غير طبيعي أن يطال (حكم المباراة) شيء من هذه الهتافات، واستمرارها هو اللافت للانتباه، فمنذ زمن قديم وعبارة (ما فيه سيارة يا حكم) يتم ترديدها وحتى الآن، وبصيغ أخرى. * فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل (التشكيك في نزاهة الحكم) تنطلق من رؤية عرف بها المشجع عن أدق تفاصيل تدور في ثنايا المجتمع الرياضي، أم هي مجرد مفردات الهدف منها تبرير الهزيمة وإحالة نتائجها إلى طرف لا يستطيع الدفاع عن نفسه. * فحقيقة لجنة التحكيم تعرضت هذا الموسم لانتقادات حادة، وبغض النظر عن هل هذه الانتقادات صحيحه أم خاطئة، فإنها نتاج لتنافس أزمنة بين أندية كانت تسيطر على المشهد الرياضي، وأخرى عادت إلى المشهد، وثالثه تحاول فرض سيطرتها ولكن لم تستطع. * يمكن قراءة المشهد بكل وضوح من خلال الهتافات التي يرددها جمهور كل نادٍ، فهناك جماهير لأندية تفرح لهزيمة الفريق الفلاني أكثر من فرحها بفوز فريقها، وأخرى تصطف مع فريق ضد آخر رغم أن فريقها ليس من بينها. * خرجت عبارة «متصدر لا تكلمني» على سجيتها، كما خرجت قبلها عبارة «انتهى الموضوع عاد.. وفاز الاتحاد».. مثل هذه العبارات لم تسئ للآخر، ولها رمزية وجمالية ومدلول مصدره الاعتزاز بالنفس، وهو حق مشروع للكل، في حين هناك (عبارات) نسمعها من جماهير معينة ضد الآخر فقط، فلذلك نتمنى أن نرى جماهير الأندية الأخرى تقوم بإضاءة الجوانب المعتمة، وإن كنت هنا أتمنى من الإعلام الرياضي أن يكون له الاستباق في هذه الإضاءة، رغم أن الواقع يقول إن بعض (النخب الإعلامية) اكتفت باللحاق المتأخر للجماهير، وأصبحت هي من تقود نفسها وليس الإعلام الرياضي هو من يقودها. * في مباراة اليوم، كلا الفريقين مؤهل للفوز بكأس ولي العهد، وتحييد الحكم المحلي عنها فرصة لمراجعة الحسابات، فالمشهد التحكيمي يحتاج إلى فترة لكي يغسل بعض التراكمات التي سببتها الأخطاء، وإن كنت أعتقد أن صمت لجنة الانضباط ساهم في التمادي على لجنة الحكام.