لم تشأ إرادة الله أن أرزق بمولود، حيث تعرضت ثلاث مرات لإجهاض متكرر، أتساءل عبر هذه الصفحة عن أسباب ذلك، والعلاج؟ بعرض السؤال على استشاري النساء والتوليد بمستشفى الثغر بجدة الدكتور محمد يحيى قطان قال: يعرف الإجهاض المتكرر بحدوث الإجهاض قبل الأسبوع (20) من الحمل، وحدوثه ثلاث مرات أو أكثر متتالية وتلقائية مشكلة تعاني منها ما نسبته 3 % من السيدات وتزداد مع زيادة العمر فوق 35 عاما. وللإجهاض المتكرر أسباب عديدة وهي إما أسباب وراثية (3-5 %) أو أسباب خاصة بالبيئة (أهمها التدخين، وأيضا التدخين السلبي التي تستنشق فيها السيدة سموم السجائر، بالإضافة إلى ذلك فإن التعرض لبعض المواد الكيميائية كالمبيدات قد يؤدي إلى حدوث الإجهاض) أو أسباب هرمونية (مرض تعدد تكيس المبايض وذلك بسبب تخصيب بويضة غير سليمة وبالتالي تكوين جنين غير سليم فيحدث إجهاض متكرر، وهناك أيضا قلة البروجسترون وهو الهرمون المثبت) ، أو أسباب ناتجة عن عيوب أو تشوهات خلقية (10-15 %) أو أسباب ناتجة عن العدوى (مثل الإصابة بميكروب داء القطط أو ميكروب الحصبة الألمانية) أو زيادة تجلط الدم، أو أسباب مناعية (إنتاج أجسام مضادة تهاجم خلايا الأوردة الدموية لدى الأم). والعلاج يعتمد اعتمادا كاملا على التشخيص ومعرفة السبب الذي أدى لتكرار الإجهاض، بمعنى في حالة وجود أسباب وراثية لا يوجد علاج يمكنه تغيير الصبغة الوراثية لدى الإنسان فهذا أمر نحن نولد به ولكن عن طريق التقنيات الجديدة يمكن إجراء عملية تلقيح مجهري باستخدام البويضات والحيوانات المنوية الخاصة بالأب والأم، وبعد التلقيح خارج الجسم يتم أخذ عينة من كل بويضة ملقحة وفحصها، فإذا كانت سليمة تتم إعادتها مرة أخرى للجسم وإذا كانت غير سليمة يتم استبعادها وبهذا تزيد فرصة الحمل وقد أثبتت هذه التقنية نجاحا كبيرا. أما الأسباب المناعية فقد يكون الجهاز المناعي هو سبب حدوث إجهاض متكرر إما عن طريق إنتاج أجسام مضادة تهاجم خلايا الأوردة الدموية لدى الأم أو عن طريق تكوين أجسام مهاجمة تهاجم خلايا الجنين، وفي هذه الحالات تؤدي هذه الأجسام المضادة إلى زيادة تجلط الدم وانسداد أوردة المشيمة فيحدث الإجهاض المتكرر في الشهور الأولى أو الشهور الوسطى من الحمل وعلاج هذه الحالات يكون بإعطاء المريضة (عقار يذيب الجلطات) طوال فترة الحمل، كما يمكن إعطاء المريضة الكورتيزون أيضا حتى تقل إنتاج هذه الأجسام المضادة.