بهاء طاهر وهالة البدري روائيان من جيلين مختلفين، جمع بينهما أن الراحل يوسف إدريس هو من قام بتقديمها إلى الحياة الثقافية، وبشر بهما، ولكن تظل لكل منهما رؤيته، وعالمه. في الندوة التي عقدت في المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان عنوان «حوار الأجيال» بين طاهر والبدري، حرص الناقد الدكتور حسين حمودة والشاعر شعبان يوسف على طرح بعض الأسئلة على الكاتبين حول القصة القصيرة، والثورة والكتابة، حيث قال طاهر: «ما كتب عن الثورة حتى الآن مجرد ريبورتاجات، وهي نوع من الذكريات، لكنها لا ترقى أن تكون قصصا أو روايات، ليس هناك رواية كتبت عن الثورة حتى الآن، كتبت عن ديوان الأبنودي الجميل (ديوان الميدان)، لكن الشعر بخلاف الرواية، وما يجوز للشاعر لا يجوز لغيره، إدراك الشاعر يختلف عن طبيعة إدراك الروائي». وأكد طاهر أن القصة القصيرة أنبل الفنون النثرية، وأنه يشعر بسعادة غامرة وهو يكتبها، وأنها أصعب من الرواية، فالقصة القصيرة ليست تدريبا على كتابة الرواية، «بل هذا فن وذاك فن آخر»، مشيرا إلى أسطورة يوسف إدريس الرائعة «قصة نظرة». أما الكاتبة هالة البدري، فأوضحت أن القصة القصيرة جمرة، لا بد أن تكتب في وقتها بخلاف الرواية التي تستغرق وقتا أطول، موضحة «كانت لدي قناعة أن الكاتب بلا حرية ليس كاتبا، هناك رقيب داخلي وحده فقط يحدد ما تتجنب كتابته، ولا قيمة للرقيب الخارجي». في ندوة أخرى، اتهم الشاعر يسري السيد الجوائز المستقلة بأنها تعاني بعض أمراض الجوائز الحكومية، وإن كان بشكل مختلف قليلا، وكانت الجوائز العامة تحكمها أخطاء التصويت، مضيفا «إذا كانت هناك شللية في الجوائز الرسمية، هناك شللية أيضا في الجوائز المستقلة، لدرجة أن هناك أحد الأدباء الكبار أصر هو وشلته على منحه إحدى الجوائز، وفرضوا حصارا ثقافيا فيما بعد على الناقد الذي لم يكن متحمسا لمنح هذا الأديب الجائزة». وفي شهادته، فسر الشاعر أحمد أبو خنيجر عدم ذهاب الجوائز إلى مستحقيها بغياب المعايير التي تتحكم في منح هذا جائزة، وحجبها عن ذاك، وهناك معيار مراوغ يحكم جميع الجوائز وهو الذائقة، ويظل المبدع الحقيقي غالبا بلا جوائز، فضلا عن وقوع هذا الأديب من ناحية أخرى ضحية دور النشر التي تلزمه يدفع قيمة ما يطبع، فضلا عن أن الجوائز في العالم العربي تمنح بطريقة الاحتفالات والمواسم دون أن يكون للاهتمام بالثقافة والمبدعين أي دور خلال العام.