ينتظر عشاق الكرة السعودية في الوطن العربي كافة اللقاء المرتقب مساء غد السبت الذي سيجمع قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر (وكذلك العكس) على نهائي كأس سمو ولي العهد في اللقاء الذي يحتضنه استاد الملك فهد الدولي بالرياض. في لقاء لا يقبل أنصاف الحلول، كون نتيجة المباراة يراها الكثير أنها ستؤثر بشكل كبير على مسيرة الفريقين في دوري جميل للمحترفين، ولن يرضى أي من الطرفين الخروج بلا الكأس الذهبية التي ستكون الدافع الأكبر لمسيرتهما في الدوري. الهلال الطامح لمواصلة رقمه القياسي وبحثه عن اللقب السابع، يواجه النصر الساعي لكسر عجاف الأربعين عاما التي من خلالها فشل في تحقيق الكأس، بالإضافة إلى سعيه للعودة للبطولات من خلال بوابة غريمه التقليدي الهلال. ويطمح سامي الجابر من خلال مواجهة الغد إلى مواصلة تفوقه على الغريم النصر بعد أن تمكن من الفوز عليه لاعبا وإداريا، في المقابل يطمح السيد كارينيو مدرب النصر إلى تحقيق الانتصار الثالث له على الهلال من خلال المواجهات المباشرة. والمطلع على بوادر الأمور في البيتين الأزرق والأصفر يجزم أنه لاعذر للفريقين في عدم تحقيق البطولة، لما يمتلكانه من أسماء قوية قادرة على صناعة الفارق وتحقيق اللقب بالإضافة للصلاحيات الكاملة التي منحتها إدارة الفريقين للمدربين، إلا أن كرة القدم لا تعترف بجميع تلك التكهنات وفي النهاية يكون البطل واحدا. ويعتبر النهائي المرتقب مساء الغد اللقاء الثامن على نهائي البطولات، حيث التقى الفريقان عام 1389ه في نهائي كأس الشهداء على مستوى أندية المنطقة الوسطى وأحرز النصر بطولته بنتيجة (4/1) جاءت عن طريق هاتريك ناصر الجوهر ومحمد سعد وللهلال مرشد العتيبي، والتقى الفريقان على نهائي الدوري التصنيفي موسم 1395ه وفاز النصر بنتيجة (3/1) عن طريق محمد سعد وحسن أبوعيد وفايز البيشي فيما جاء هدف الهلال عن طريق ناجي عبدالمطلوب، وفي العام 1401ه التقىا على نهائي كأس الملك وجدد النصر تفوقه بنتيجة (3/1) سجل للنصر ماجد عبدالله ويوسف خميس وصالح اليحيى وأحرز هدف الهلال البرازيلي ريفلينو، وفي عام 1407ه واصل النصر سطوته على النهائيات في كأس الملك وبرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد) حفظه الله وانتصر بهدف ماجد عبدالله، ليحمل عام 1409ه أول انتصارات الهلال (3/0) سجلها حسين البيشي وعبدالرحمن التخيفي وحسين الحبشي، وعاود النصر تفوقه في العام 1415ه وانتصر في نهائي كأس الدوري (3/1) جاءت عن طريق ماجد عبدالله هدفين ومحيسن الجمعان وللهلال منصور الموينع، وفي موسم 1420ه انتصر الهلال في البطولة العربية (2/1) جاءت عن طريق عبدالله الجمعان ومحمد الشلهوب وللنصر ناصر حلوي، ليأتي نهائي العام الماضي وينتصر الهلال في اللقاء الجماهيري بركلات الترجيح (5/3) بعد تعادلهما (1/1). ويعتبر لاعب النصر والمدرب الوطني الحالي ناصر الجوهر اللاعب الوحيد الذي سجل هاتريك في تاريخ لقاءات الفريقين، ويأتي الحكم المغربي الشهير سعيد بلقوله أول حكم أجنبي يقود لقاءات الفريقين في النهائيات. الصراع على المدرب الأميز وفي العودة لمدربي الفريقين نجد أن الأرجواني مدرب النصر دانيال كارينيو نجح في إعادة فريقه إلى المسار الصحيح بعد الصفقات المميزة التي أبرمتها إدارة الفريق برئاسة الأمير فيصل بن تركي الأمر الذي جعل عناصر الفريق يتشربون ثقافة الفوز التي قادت الفريق إلى صدارة الدوري محليا، ويسعى كارينيو إلى إعادة صياغة مجد النصر الجديد من خلال تحقيق البطولة الأولى للفريق بعد غياب دام سنوات بالرغم من اقترابه من تحقيق لقب الدوري إلا أنه بات محظوظا ليسجل اسمه كأول مدرب نصراوي يحقق بطولة كأس ولي العهد بمسماها الجديد وبعد غياب طويل. في المقابل يسعى المدير الفني للهلال سامي الجابر إلى تسجيل انطلاقة قوية وتوثيق علاقته بالمنجزات المحلية إذ بات على بعد خطوة من تحقيق بطولته الأولى على المستوى التدريبي في أول موسم له، وإذا ما حقق البطولة الجابر فإنها تعد دفعة معنوية قوية للأمام، كما أنه يسعى على المحافظة على إبقاء لقب ولي العهد لفريقه بعد أن ساهم به كلاعب وإداري، فالملاحظ أن كلا المدربين يبحثان عن فتح خط جديد وتوثيق علاقتهما بالبطولات بشكل مبكر. قائدا الفريقين والهدف المنشود على اثر ذلك يسعى قائد الهلال ياسر القحطاني إلى تسجيل اسمه كأحد القادة الذين ساهموا في الحفاظ ورفع بطولة كأس ولي العهد بعد أن تشرب البطولات منذ انتقاله للفريق ولتكون خير هدية للجماهير الهلالية التي دعمته خلال المرحلة الماضية وساهمت في عودته لخارطة الفريق الأزرق. وينطبق الحال على القائد الأصفر حسين عبدالغني الذي يمني النفس في أن يكون أول قائد نصراوي يرفع الكأس الذهبية بعد غياب طويل ويسعى لتسجيل اسمه مع نجوم النصر الذين ساهموا في كتابة المجد الأصفر. وعلى صعيد الاستعدادات الفنية والنفسية للفريقين، أغلقت إدارة الفريقين جميع الممرات المؤدية للاعبين بل قطعت وسائل الاتصالات مع الخارج سعيا منها بإبقاء اللاعبين في أجواء المباريات، خاصة أنه تنتظرهم مباراة مصيرية يطمح كلاهما في الحصول على لقب الكأس. اجتماعات الرؤساء.. التحفيز في الهلال عقد رئيس مجلس إدارة النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد اجتماعات مطولة مع الأجهزة الفنية واللاعبين وحثهم على مواصلة الجهد والسعي وراء خطف البطولة ومواصلة السطوة الهلالية الجامحة على الكأس الذهبية. وعلى المثل تماما التف أعضاء شرف النصر وإدارته حول الفريق وصب جل تركيزهم على القمة المنتظرة في إشارة واضحة إلى أن الفريق يسعى إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من بطولات الموسم بعد العودة القوية للفريق وتصدره للدوري بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه الهلال. ولعل من الأمور التي اتفق عليها الفريقان هو طي صفحة الدوري بكامل تفاصيلها وركنها جانبا بشكل مؤقت لحين الانتهاء من «لقاء حبس الأنفاس»، خاصة أن لقب ولي العهد سيعطي دفعة قوية للفريق الفائز في تكملة مشواره في الدوري. كما حرص مدربا الفريقين خلال الجولتين الماضيتين على إراحة أكبر عدد ممكن من اللاعبين والسعي خلف إشراك البدلاء إلا أن هذه السياسة كادت أن تفقدهما عددا من النقاط إذ اتضح صعوبة الفوز المحقق لهما خلال الجولتين الأخيرتين من الدوري. فلمن تكون الغلبة، ومن يحمل الكأس الغالية حسين النصر أم ياسر الهلال؟.