فجر داود الشريان قنبلة مثيرة للجدل بعد المكالمة التي اجرتها ام محمد تناشد الجميع على العمل لاستعادة ابنها من الحرب الدائرة في سوريا، والدور الذي قام به الشريان لم يتعد نزع فتيل القنبلة، بينما كان الجميع يستشعر بوجودها منذ زمن بعيد، وتدور صور في مخيلة كل متابع عن أشخاص كثر ساهموا في دفع شبابنا لمثل هذه الحروب . وكان الكتاب طوال الوقت يحذرون من فئة المحرضين من غير ان يلتفت إلى صراخهم أحد، ومشكلة تصريح داود الشريان أنه ضيق المساحة في أشخاص محددين بينما مخلياتنا تحمل عشرات الاسماء التي لعبت دورا جوهريا في دفع الشباب إلى معارك سياسية تكشفت أهدافها لاحقا، وكان من اللياقة الأدبية أن يتقدم أولئك المحرضون باعتذار للشعب عما فعلوه بأبنائنا ومن لم تساعده نفسه على الاعتذار فثمة مخرج آخر وهو الاعتراف بأنه لم يكن على علم بما يحاك في الخلف، لكن أن يتبرأ الجميع من كل هذه الفخاخ التي تورط فيها بعض أبناء الوطن فهو الأمر غير المقبول بتاتا، وإن خلت الساحة من المحرضين من خلال التبرؤ يصبح السؤال: هل كان التحريض خارجيا ؟ وإن كان كذلك فأين دور دعاتنا ووعاظنا من كشف ذلك الواقع وتحذير الشباب من مغبة الذهاب إلى معارك ليس لها هدف، بل على العكس كان البعض يتسابقون في دفع الشباب ويمهدون لهم الطريق بالقول والفعل حتى اذا مات الشاب لا يصل المحرض إلى صوان العزاء وإذا اعتقل الشاب في البلد التي ذهب إليها يجهز المحرض شابا آخر ليحل محل المعتقل .. وإن كان داود قد أطلق أسماء بعينها إلا أن واقع الحال يؤكد اتساع شريحة المحرضين بحيث لا تستطيع توجيه أصابع الاتهام إلى شخص بعينه، ففي زمن سابق أصيب المجتمع بهوس الدعوة للجهاد والتحفيز والانتداب له مع تصوير الجوائز التي سيجدها الشاب حالما يصل إلى أرض المعركة ويموت مع إغفال شروط وواجبات الجهاد والتي لم تذكر لأولئك المغرر بهم .. وكثرة المحرضين للقتال كانت وما زالت لها مغريات (تؤكل المن والسلوى) وتمنح الفرد الوجاهة والسلطة الاجتماعية، وقد يكون أهم الأسباب التي جعلت المحرضين يتسابقون إلى استقطاب الشباب للذهاب للموت اكتساب شريحة واسعة من المؤيدين والمريدين والاتباع وكذلك الحصول على المال. وعلينا جميعا مراجعة الوضع الاقتصادي لكل شخصية حرضت على الجهاد المزعوم ومقارنة وضعها المالي باعلى فرد في الطبقة الوسطى، ستجد أن المحرض يعيش عيشة باذخة الثراء مع انه لا يعمل او أنه موظف فمن أين حصل على كل تلك الاموال إذ أن قصر أحدهم يصل سعره للملايين. [email protected]