دعا الاستشاري السعودي الدكتور نبيل عباس زميل معهد المحكمين البريطانيين، الجهات السياحية والإدارية إلى ضرورة إطلاق حملة تثقيفية للتعريف بالسمات الإنشائية والمعمارية والزخرفية للمباني القديمة في منطقة «جدة التاريخية»، وذلك من خلال دورات تعريفية أو ورش عمل، تعرف المهندسين والمقاولين على التعامل مع هذا التراث الحضاري والتاريخي. رأى الدكتور عباس الذي يشغل منصب ممثل فيدك بالسعودية والخليج العربي، أنه من الممكن أن تتبنى الجهات الهندسية بالسعودية هذه الحملة في إطار المسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع الجهات السياحية والامانة. واعتبر عباس ترشيح منطقة جدة التاريخية لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي حدثا مهما، مبينا أن المباني التاريخية لها أسس علمية في صيانتها وترميمها ، لاسيما ان عوامل الطبيعة القاسية من حرارة ورطوبة قد لا ترحم، إضافة إلى الناس الذين يعتقدون خاطئين أن المباني القديمة لا تصلح لمتطلبات الحياة الحديثة ، ولا بد من هدمها واستبدالها بمبان عصرية، غير آبهين بما لهذه المباني من قيمة حضارية وبيئية كبيرة. وشدد على أهمية أن يجري عمليات ترميم المباني القديمة مهندسون ومقاولون وعمال لديهم دراية بتربة الترميم ومواد البناء التقليدية وتقنياتها، وذلك ليتسنى لهم التعامل معها بحساسية وتجنب استخدام مواد البناء وتقنياته الحديثة التي ثبت ضررها في الأبنية القديمة. وذكر أن الحملة التعريفية يمكن أن تتطرق إلى وسائل الحفاظ على الموروث الثقافي والنسيج العمراني، وكيفية حمايتها من الانهيار والاندثار، إلى جانب طرق المحافظة على شخصيتها وتكوينها التقليدي، بالطريقة التي لا تسمح بذوبانها أو ابتلاعها في المدينة الحديثة، وذلك من خلال استعراض مسببات التلف والتدهور، وتقييم الوضع الراهن وأيضا من خلال زيارات ميدانية للملاحظة المباشرة، بحيث تشمل الحملة المعلومات النظرية والتطبييق العملي. وأكد عباس انه في ظل تنامي الأهمية بالسياحة التاريخية بالسعودية، يحتم علينا نشر المعرفة الهندسية المتطورة لهذا التاريخ العمراني، عبر تعريف وتثقيف متواصل ومتنوع.