«أحمد الله أن جعل بناتي من الشهيدات وأسأله ان يلهمنا الصبر على مصابنا الجلل، بفقدان اربع من عائلة واحدة قبل ايام في بحر ينبع».. بهذه العبارة بدأ محمد محمد يوسف (تشادي الجنسية) والد الفتاتين اللتين غرقتا ببحر ينبع نهاية الاسبوع الماضي حديثه ل«عكاظ» عن تفاصيل الحادثة التي هزت أهالي ينبع وجيران المكلوم يوسف وكل من تابعها. يقول يوسف «خرجنا في رحلة اسرية الى شاطئ البحر للاستمتاع بالأجواء ومعنا عدد من افراد الاسرة ونحن عائلة كبيرة؛ عشرات النساء وعشرات الاطفال، وهذا امر نقوم به من لحين لآخر ولكن حدث امر الله، تركنا النساء والاطفال بالقرب من الشاطئ في كورنيش الواجهة البحرية على الطريق الساحلي بينبع وفي غفلة عن الاعين وعن النساء ذهبت احدى الفتيات الصغيرات (لم تتجاوز 12 عاما) الى البحر ودخلت الى مكان عميق وهي لا تجيد السباحة ورأتها شقيقتها وقامت بالصراخ لنجدتها وذهبت لإنقاذها ومن ثم ذهب الجميع الى نجدتها وهم سبعة من افراد العائلة ومنهم اثنان من اخوتها وفور رؤية المشهد من قبل المتواجدين على الشاطئ قاموا على الفور بإخراج اربع من النساء والاطفال ولم يستطيعوا اخراج البقية من البحر كون المياه ابتلعتهن ولم تتم مشاهدتهن وسط مناشدة وصرخات استغاثة لإنقاذهن». واستطرد يقول «تمنيت ان اكون موجودا لأفتديهن بروحي»، وتابع «بعد حضور حرس الحدود الى الموقع تم انتشال اثنتين من الغريقات ونقلهما الى المستشفى وتوفيتا هناك، ولم يتم العثور على اثنتين، فحضر الى الموقع عدد كبير من الغواصين من جهات حكومية ومتعاونين وسط تواجد مسؤولين كبار من الجهات الحكومية مهتمين بالحادثة وتفاصيلها، واستمرت عمليات البحث لساعات حتى المساء حتى تم العثور عليهما من قبل الغواصين وتم نقلهما الى ثلاجة الموتى، وبذلك يكون عدد الشهداء من عائلتنا أربع شهيدات كون الغريق شهيدا والحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون، وهن؛ اثنتان من بناتي وسيدة متزوجة قريبة لنا من المدينةالمنورة وابنة احد اقاربي ايضا وهن جميعا فتيات صغيرات باستثناء سيدة في العقد الثالث من العمر». ويقول يوسف «بناتي الغريقات ولله الحمد كن حافظات لكتاب الله ويقمن بالذهاب الى دور تحفيظ القرآن بالحي الذي نسكن به يوميا بعد العصر ويرافقن بعضهن وهن صالحات ومطيعات لي وكن مقربات الى قلبي كثيرا وما زلت في هول الصدمة والحمد لله». ويضيف «ما زالت ابنتي الثالثة في العناية المركزة». وقدم شكره للإدارات التي ساهمت في عملية الانقاذ وانتشال الجثث من الموقع، مستدركا «ضرب المواطنون السعوديون المتواجدون بالموقع وقت حادثة الغرق اروع صور التلاحم والتآخي عندما قاموا بإنقاذ السيدات والفتيات من البحر وتدخل رجال حرس الحدود لاحقا بعد وصولهم الي الموقع، والاسعافات والخدمات الطبية على اعلى مستوى وفي افضل المستشفيات، وجميع الجهات المشاركة -دون استثناء- ساهمت في انقاذ اربعة من افراد عائلتنا منهم اثنان في العناية المركزة واثنان تحت الملاحظة بسبب دخول كميات كبيرة من المياه والتراب في الرئة والحمد لله رب العالمين، ونرجو من الجميع بالدعاء للمصابين لكي يتماثلوا للشفاء عاجلا». اسماء المتوفيات؛ خديجة محمد محمد يوسف، صباح محمد محمد يوسف، شريفة محمد زين، غدير محمد،فيما لا تزال نجوى محمد محمد يوسف بحالة غيبوبة في المستشفى.