مما يؤسف له أن معظم أندية المقدمة في بلادنا تعاني من صراعات يدبرها سرا وجهرا بعض الذين يدعون حبهم لهذا النادي أو ذاك، وهو ادعاء فج لا يدعمه واقع تصرفاتهم ضد النادي سواء عندما يكونون ضمن أعضاء إدارته أم خارج الإدارة، بل إن مؤامراتهم وحروبهم ودسائسهم ضد النادي تكون أشد وأنكى عندما يخرجون من الإدارة ويحل محلهم آخرون، ربما يكونون قد وصلوا إلى تلك الإدارة بطرق ملتوية على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ومع ذلك كله تجد الجميع يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا، وبدل أن ينصرف جميع محبي النادي، حسب ادعائهم بالمحبة له - إلى دعمه وخدمته والاهتمام بشؤونه جعلوه وسيلة للشهرة والمكاسب المادية والمعنوية، وتأخذ تلك المعارك المدارة حول معظم أندية المقدمة أشكالا شتى، فقد تبدأ بإطلاق التصريحات ضد الإدارة الموجودة في النادي وأنها غير جيدة وغير مؤتمنة ولا علاقة لها أبدا بالشأن الرياضي، ثم تتطور المعركة فيصبح في كل ناد عدة أحزاب.. حزب يكون مناصرا للإدارة وحزب آخر ضدها وثالث مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ورابع يدعو إلى إصلاح ذات البين بين أولئك الفرقاء، ثم يتطور الأمر إلى الأسوأ فيحاول كل حزب استمالة عدد من اللاعبين لصفه لكي يلعب لصالحه بدل أن يلعب لصالح النادي، فإن كان الحزب المستميل لكبار اللاعبين ضد الإدارة أقنع أولئك اللاعبين بالتخاذل في اللعب وإهدار فرص الفوز وتحقيق نتائج هزيلة تدمر ترتيب ناديهم وتعيده إلى الوراء بما يدفع الجماهير إلى المطالبة برحيل الإدارة والمدرب، فإن تحقق ذلك وحاقت الهزيمة بالإدارة الموجودة في النادي واضطرت تحت الضغط إلى الاستقالة، وتم انتخاب إدارة جديدة من الذين كانوا على مقاعد المعارضة فإن الحروب نفسها تبدأ من جديد وبالطرق والوسائل نفسها، ويحصل ذلك في ظل إهدار عشرات الملايين على شراء وتأهيل اللاعبين وما يصرف على النادي من ميزانيات إدارة وتسيير ولكن لا أحد يهتم بالنادي وأحواله وتخبطاته وإنما جل اهتمام هذا النوع من المحبين والمشجعين هو أن يستفيدوا ماديا ومعنويا من النادي الذين يزعمون حبهم وعشقهم له وأفعالهم وتصرفاتهم عكس ذلك، ولذلك ظلت معظم أندية المقدمة في حالة من الشد والجذب.. وهو أمر ظاهر للعيان للأسف الشديد، فأي عشق وأي حب للأندية إذا كان هذا هو ما يؤدي إليه العشق أو الحب؟!. تويتر: mohammed_568