قبل عشر سنوات تقريبا أسندت مهمة الرصد الزلزالي لهيئة المساحة الجيولوجية، على أن تكون المركز الرئيسي للشبكة الوطنية للرصد، وجاء من ضمن مهامها جميع الأعمال المتعلقة بعلوم الارض المختلفة، من أعمال المسح الجيولوجي والتنقيب عن المعادن، وإجراء الابحاث والدراسات ذات الصلة بعلوم الارض من رصد للزلازل، ودراسة للبراكين، والمخاطر الناتجة عن السيول والفيضانات والفضلات التعدينية وغيرها، على أن تتولى الاشراف الكامل على شبكة الرصد ومتابعة المحطات الحكومية المعنية، وتبليغها رسميا بالأحداث الزلزالية وتوفير قاعدة معلومات لجميع الجامعات ومراكز البحث السعودية بصورة آنية ومستمرة. ولأن الزلازل من أكثر مسببات الكوارث، لأنها تحدث فجأة وبدون سابق إنذار، فإن السؤال المطروح اليوم وبقوة في ظل عدم القدرة على التنبيه المسبق عن هذه الزلازل، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب منطقة جازان، وتأثرت به منطقتا عسير ونجران هو: هل بادرت هيئة المساحة الجيولوجية إلى بث رسائل توعوية عن كيفية أخذ الحيطة والحذر، والاستعدادات اللازمة قبل حدوث الزلزال، من حيث التجهيزات المطلوبة قبل حدوثه، وفهم كيفية التصرف عند حدوثه ؟، أم أنها اكتفت بتدوين هذه المعلومات على موقعها الالكتروني، الذي أجزم بأنه بعيد عن المواطن البسيط الذي يسكن المواقع المعرضة للهزات والبراكين. لا زالت المشكلة تتمثل في التعامل مع الكارثة بعد وقوعها، وهذا ليس حال هيئة المساحة الجيولوجية فقط، وإنما في كثير من القطاعات ذات التماس مع حياة المواطن، ولعل زلزال جازان يحرك الراكد في هيئة المساحة الجيولوجية، لتبدأ في بث رسائل التوعية للمواطن والمقيم عبر جميع وسائل الإعلام، عن كيفية التعامل مع الزلازل قبل وأثناء وبعد حدوثها، وتحديد المواقع المحتمل تعرضها للهزات والبراكين، للمحافظة على الأرواح والممتلكات، لأن الاكتفاء بتحديد قوة الهزات الزلزالية بعد وقوعها يأتي من باب الاستهلاك المعلوماتي ليس إلا.