شرعية الصناديق عبارة بمثابة «فاتحة الكتاب» في حديث أي إخواني، وحجتهم الأقوى لتبرير إنكارهم أو رفضهم لثورة 30 يونيو وتداعياتها، وفي المقدمة بالطبع عزل محمد مرسي. وعندما يذكرهم أحد أن الشعب الذي ثار عليهم هو الأصل والأصيل في منح وسحب الشرعية، يرددون (الصناديق، الصناديق)، وعندما يقول قائل إن الشرعية مفهوم أكبر وأعمق من الصناديق، تشمل أيضا شرعية الإنجاز وشرعية القبول والرضا العام، كانوا لا يسمعون ولا يفكرون وإنما يكررون، (الصناديق، الصناديق). الآن بعد تصويت المصريين ب 20 مليون ب نعم لدستور ثورة 30 يونيو، مقابل 10 ملايين لدستورهم، لم يعد مقبولا من الإخوان أن يتذرعوا بشرعية الصناديق أو يتخذوها مشجبا يعلقون عليه إنكارهم للواقع وفشلهم في إدارة الدولة. المصريون أكدوا في 14 و15 يناير تصميمهم على طي صفحة الإخوان نهائيا، وهم اليوم في 25 يناير لا يحتفلون فقط بذكرى الثورة، وإنما يؤكدون مجددا تصميمهم المضي قدما في طريق خارطة المستقبل لنهايته، حتى لو ظل الإخوان يهذون، (الصناديق، الصناديق).