تطرق كتاب الأعمدة بالصحف السعودية الصادرة اليوم السبت للكثير من الموضوعات الهامة حيث تناول الكاتب بصحيفة الوطن على سعد الموسى الملف المصري بعد الاطاحة بمحمد مرسي وقال ان جماعة الإخوان لم تقرأ طبيعة الظروف ولم تستدرك حتى البدهي من توقيتها. لم تستوعب أن الشعب المصري ثار على دولة فاشية ثم يقبل بعدها دولة (المنظمة السرية). لم تفطن للحقيقة أن المصريين لن يقبلوا بفكرة تحول الحكم من نفوذ العائلات إلى نفوذ الجماعة. علي سعد الموسى الإخوان: سبعون عاما تحترق في سنة! لم تقرأ جماعة الإخوان طبيعة الظروف ولم تستدرك حتى البدهي من توقيتها. لم تستوعب أن الشعب المصري ثار على دولة فاشية ثم يقبل بعدها دولة (المنظمة السرية). لم تفطن للحقيقة أن المصريين لن يقبلوا بفكرة تحول الحكم من نفوذ العائلات إلى نفوذ الجماعة. هنا تبدو بكل الاختصار قصة سبعين عاماً من تاريخ حركة الإخوان: حاربهم الملك فؤاد لوأد البدايات، ونفاهم الملك فاروق، سحلهم جمال عبدالناصر، وسار على دربه أنور السادات، ورماهم حسني مبارك في غياهب السجون. سبعون عاماً أو تزيد من الإصرار والكفاح، ومن الحياة المكتملة بعد الخروج من غرف الإنعاش، فماذا كانت ذروة النهاية: أنهاهم محمد مرسي في ظرف سنة. وضعهم على الصفيح الساخن بطريقة فجة مكشوفة أمام ملايين الجماهير بغباء استثنائي لقواعد اللعبة السياسية. دعونا نبدأ بسؤال التبرير: لماذا خرجت مصر في 30 يونيو بعشرين مليون متظاهر إلى كل الميادين في أكبر حشد لتظاهرات عرفتها كل البشرية طوال التاريخ، فلا ينكر هذه المشاهد الحية إلا مكابر؟ سنقول في التبرير، وهذا جزء صحيح أصيل من المسألة للإنصاف، إن في العوامل شيئا من فلول الأنظمة السابقة، وفيها احتشادا وحشدا من الإعلام الفاسد، مثل ما فيها من عداء الليبرالية وقوى اليسار والعلمانية، ومثل ما فيها من محاولات التأليب المكشوف في عواقب المجهول لشعب عاش على انفتاح الأديان والأعراق وتباين المدارس. لكن كل هذه الجمل من التبرير لن تستطيع إخفاء الحقيقة الصارخة لاحتشاد ما يزيد عن عشرين مليونا في الميادين المصرية، وخصوصاً إذا ما عرفنا الرقم المقابل في أن جملة أعداد الناخبين الذين ذهبوا قبل عام إلى صندوق الاقتراع الرئاسي كانوا 23 مليون مواطن. هنا يبرز السؤال: كيف استطاع محمد مرسي أن ينهي (صورة) الإخوان في أقل من عام، وهو ما لم يستطعه خمسة جبابرة من قبله في أكثر من سبعين سنة؟ أولاً: هو الخطأ التاريخي لجماعة الإخوان المسلمين لدخول مرحلة (التمكين) في الوقت والظرف الخاطئين من حياة شعب ضخم ومن ظروف دولة. لم تدرك الجماعة في الإحساس السياسي أنها استعجلت على التمكين وعلى السلطة المطلقة في أسوأ الظروف: ظروف دولة (معطلة) لا تقف إلا بسطر واحد فوق مستوى الدولة (الفاشلة) بالمعيار الاقتصادي لشعب ثار مكتملاً على البند الأول من (الخبز) في متلازمة (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية). كان من الخطأ التاريخي أن تعرض الجماعة تاريخها للحكم المكتمل في أسوأ ظرفين مكتملين: ظرف الحرية السياسية المكتملة لشعب كامل، وظرف ذروة الآمال في التغيير الجوهري الذي ينشده شعب يظن أن لدى (الحاكم) والحكومة مفتاحاً سحرياً ينقله من القاع إلى القمة في كل تفاصيل حياته اليومية. كان على جماعة الإخوان أن تنتظر بضع سنوات أخرى مثلما انتظرت من قبل سبعين سنة مكتملة لتترك غيرها يحترق بهذه الظروف ثم تتدخل من بعد لتكون في دور (المنقذ). ثانياً، هو الخطأ التاريخي في قراءة الظرفين السياسي والثقافي الاجتماعي لشعب كامل يخرج بكل أطيافه وأعراقه وأديانه في ثورة عارمة. لم تقرأ جماعة الإخوان المسلمين طبيعة الظروف، ولم تستدرك حتى البدهي من توقيتها. لم تستوعب أن الشعب المصري ثار على دولة فاشية ثم يقبل بعدها دولة (المنظمة السرية). لم تفطن للحقيقة أن الشعب المصري ثار على استحواذ 30 عائلة بكل شيء ليقبل بعدها فكرة بديلة بتحول الحكم من نفوذ العائلات إلى نفوذ الجماعة. شعب ملّ من الأسرار والألغاز وطبقات الحكم البرجوازية المجهولة. وبدلاً من الاحتواء سعت الجماعة إلى الاستحواذ لحكم شعب بالغ النكتة والفطنة. شعب يرى أنه استبدل جمال وسوزان وعز وصفوت الشريف وزكريا عزمي، كحكام بدل الحاكم (الصوري)، بعصام العريان ومحمد بديع والبلتاجي وحلمي الجزار، كبرواز ظاهر للصورة الحاكمة الوهمية التي كان اسمها محمد مرسي ومؤسسة الرئاسة الخادعة. شعب كامل أصابه الملل والإحباط حين كان يحكم من لجنة اسمها (لجنة السياسات بالحزب الوطني) بدلاً من الزعيم الرسمي، ثم يجد نفسه بعد ثورة عارمة تحت حكم لجنة جديدة اسمها (مكتب إرشاد الجماعة). كان عليه، ونحن نعلم أن القرار أبداً لم يكن بيده، أن يوزع مسؤولية النجاح والفشل على كل الأطياف والمدارس، وأن يشرك كل التيارات في قرار السير بدولة استلمها وهي في خانة الدولة المعطلة. كان عليه أن يدرك الحقيقة أن سبعين عاماً من الكفاح والجهاد ستحترق أو تنجو في ظرف سنة واحدة. صالح الحمادي لأشقائنا المصريين من بين الوصايا الشهيرة للفيلسوف «كوفي» منظّر القيادة الأول في العالم، «تآزر مع الآخر»، فعندما يتحد الناس يصبح الكل أفضل من مجموع أجزائه، ويرى «كوفي» أن التآزر هو الحل الوسط أو «البديل الثالث» فلا يصبح هناك طريقتي ولا طريقتك وإنما طريقتنا كفريق عمل، أخترت هذه الكبسولة لتقديمها بالنيابة عن السيد «كوفي» للأشقاء المصريين. متابعة الأحداث في ميادين مصر، التي أوصانا بها صفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم خيراً، تؤكد أن تحقيق المكاسب لجميع الأطراف أفضل أساليب التعامل الإنساني، وهذا يعني أن الحلول مناسبة للطرفين، وأن الأمور لن تمضي بالشكل الذي يرضي طرفاً دون آخر، بل بالشكل الأفضل والأنسب لكليهما. يقترح «كوفي» قضاء ساعة كل يوم لرعاية احتياجاتنا الحياتية الأربعة «الجسدية والعقلية والروحانية والاجتماعية» بالصلاة والتأمل والإنتاج العملي الوظيفي وممارسة الأنشطة المفيدة صحياً بدلا من هجولة الميادين والشوارع فهل يصل مضمون هذا الكلام للأشقاء في أرض الكنانة؟ مصر على صفيح ساخن وسوريا تنام في توابيت طاغية الشام «بشار» وتونس فقدت هويتها الديمقراطية والعراق يبحث عن «صدام» آخر يعيد الحياة للشارع العراقي، وهناك من يُغذي الفتنة في الساحة العربية بالمال والسلاح. صورة من وصايا «كوفي» مع التحية لبعض السعوديين والخليجيين لعلهم يقرأونها جيداً ويربطون المضمون مع الصور التي تقدمها القنوات الفضائية على مدار الساعة عن الساحة العربية. خلف الحربي مصر ..انفلونزا الضمير ثورة 30 يناير جاءت مصحوبة بانفلونزا الضمير، وأسئلة مدببة من نوع : هل كانت ثورة شعبية أم انقلابا عسكريا ؟ ..هذا هو السؤال الذي تناطح حوله المختصمون داخل مصر وخارجها .. هل أنقذ المصريون حقا الربيع العربي من شتاء التيارات الإسلامية القارص، أم أنهم عادوا إلى صيف العسكر اللاهب ؟ و أيهما أقل ضررا انقلاب الشعب والجيش والقوى المدنية على الإخوان، أم انقلاب الإخوان على الثورة. وأخيرا وإلى مالانهاية: هل يجوز إقصاء الإخوان من المشهد السياسي بعد أن كانت خطيئتهم التي تسببت في إسقاطهم هي إقصاء الآخر ؟ !، وهل يعقل أن يفكر أحد في التضييق على وسائل الإعلام في عصر أصبح فيه كل هاتف محمول محطة إرسال تلفزيونية بحد ذاتها؟ . ** نحن طلاب نحاول أن نكتشف ملامح وجوهنا الغائبة في جامعة مصر المفتوحة ..نتأمل ..نتعلم ..نعرف أن ما يحدث فيها يؤثر بشكل مباشر على حياتنا ..وكالعادة نخرج من القاعة دون أن نفهم شيئا ..لأننا نخاف أن نفهم فتهرشنا انفلونزا الضمير ! . ** الرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي اعترف علنا بارتكابه أخطاء قبل عزله مباشرة ..هذا ليس كلام الفلول ولا كلام أعداء الديمقراطية، بل كلام الرئيس مرسي شخصيا. وبناء عليه يمكننا القول: إن الأخطاء في هذه اللحظات التاريخية المفصلية لها ثمن باهظ، نعم … فالتاريخ لا يمر بالمجان قد نختلف حول مشروعية أو شكل الثمن ولكنه واجب الاستحقاق . ** البلتاجي شخصيا أقسم بالله العظيم خلال خطبته النارية في ميدان رابعة العدوية أن الرئيس مرسي وقف صامدا أمام الجريمة التي اشتركت فيها : ( أطراف دولية، وإقليمية، ومؤسسات الدولة، والسلطة الدينية الإسلامية، والسلطة الدينية المسيحية، وبعض الأحزاب والمعارضة إياها ) .. هل يعقل أن يكون كل هؤلاء ضد رئيس الجمهورية ولا يكون ثمة خلل عظيم في الطريقة التي أدار بها البلاد ؟ ! . ** فشل الإخوان المسلمين في حكم مصر. صحيح أنهم لم يمنحوا الفرصة الكافية كي يصلوا إلى لحظة الفشل القصوى ولكنهم فشلوا، وهم على أية حال متمرسون في المعارضة، ولحمهم مر أكثر من تمرسهم في الحكم ..الله يحفظ مصر ويحميها من شر الفتن، ويصلح بين أبناء شعبها، ويوحد كلمتهم، ويعيدهم إلى صندوق الانتخابات . رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي: الإخوان: سبعون عاما تحترق في سنة!