كشف أستاذ الجراحة واستشاري جراحة الأوعية الدموية والمشرف العام على كرسي محمد حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن بن علي الزهراني، عن نتائج دراسة قام الكرسي العلمي بإجرائها حول مشكلة القدم السكرية، مشيرا إلى أن داء السكري يعد أحد أهم الأمراض المزمنة التي تؤثر على كل الأعضاء الحيوية في الجسد ومن ذلك تأثيراته على القدم، حيث يؤدي مرض السكري إلى مجموعة من المضاعفات من أهمها حدوث التهابات واعتلالات عصبية ونقص في التروية الدموية، مبينا أن جميع أنواع الأعصاب في الجسم يمكن أن تتأثر لدى المصابين بالسكري، ولكن أكثرها حدوثا هو الاعتلال العصبي الذي يؤثر على الأطراف السفلية والقدمين. وقال عبر هاتف «الاستشارات»: إن حدوث القدم السكرية لدى مرضى السكري ليست حالة نادرة كما يظن البعض، فنصف مرضى السكري لديهم مشاكل القدم السكرية بدون أن يشعروا بحدوثها، مما يرفع من نسبة الأذية والإصابات لتلك القدم و يؤدي للقروح والالتهابات، وقد تنتهي تلك المضاعفات ببتر القدم أو الساق أو جزء منهما في العديد من الحالات. وفيما يلي (الجزء الأول) من أبرز الاتصالات وأجوبة البروفيسور الزهراني: * أنا مريض بداء السكري، أتساءل: لماذا تتأثر الأعصاب الطرفية بوجود داء السكري؟ ** جميع أنواع الأعصاب في كافة أنحاء الجسم يمكن أن تتأثر لدى المصابين بالسكري، ولكن أكثرها حدوثا هو الاعتلال العصبي السكري الذي يؤثر على الأطراف السفلية والقدمين، حيث تتأثر الأعصاب الحسية بشكل أكبر من الأعصاب الحركية، وأغلب مرضى السكري يحدث لهم اعتلال في الأعصاب، وقد وصلت نسبة وجود الاعتلال العصبي السكري إلى حوالي 20 % في مجموعة بلغ تعدادها 552 من مرضى السكري الذين لم يصابوا بقرحة سكرية وعولجوا بعيادة كرسي القدم السكرية بمدينة جدة، وأن واحدا من كل خمسة يعد مصابا باعتلال الأعصاب خلال بضع سنين من تشخيص المرض، ويظهر الاعتلال العصبي السكري على مرحلتين: الأولى الإحساس بالمضايقة وعدم الراحة نتيجة لوجود أحاسيس شديدة بالألم و الحرقان، أو الإحساس بمثل وخز الإبر والدبابيس في القدمين وهو ما يسمى الألم العصبي، أما الثانية فيحدث فيها تنميل ثم نقص في الأحاسيس أي ضعف الشعور بالألم والحرارة والبرودة، مما يؤدي لحدوث ما يسمى بالقرحة العصبية، ثم تحدث تشوهات في القدم ناتجة عن اختلال الأعصاب اللاإرادية، لذا ينصح جميع مرضى السكري أن يكونوا تحت المتابعة العلاجية الدقيقة من قبل أخصائي السكري لتجنب أي مضاعفات (لا سمح الله) قد تحدث في حالة الإهمال في علاج المرض المسبب لهذه المضاعفات وغيرها. الأقدام السكرية * بعض الأحيان أتعرض لجروح في الأقدام، وأخشى أن تصبح أقدامي سكرية وتتعرض للبتر؟ ** حدوث المضاعفات على مرضى السكري أو ما نسميه القدم السكرية ليست حالة نادرة كما يظن البعض، فنصف مرضى السكري تقريبا لديهم مضاعفات على القدم بدون أن يشعروا بحدوثها، ومن ذلك اختلال الأعصاب المؤدي إلى ارتفاع نسبة الأذية والإصابات لتلك القدم مما يؤدي لحدوث القروح والالتهابات وقد يستدعي البتر في العديد من الحالات، وقد أصبحت القدم السكرية السبب الرئيسي لبتر القدم في بلادنا وفي كافة دول العالم وبالذات تلك التي تزايدت فيها حالات الإصابة بالسكري مع نقص الخدمة الصحية لمرضى السكري. وبدأت دول العالم في الانتباه لخطورة مرض السكري على المجتمع مؤخرا، فافتتحت عيادات متخصصة لهذا المرض، ومع انتشار مرض السكري ظهرت العديد من المضاعفات، ومن أهمها القدم السكرية، مما استدعى افتتاح عيادات مستقلة للقدم السكرية ضمن برامجها الصحية، وأقسام مستقلة في المستشفيات، ويعمل في هذه العيادات والأقسام فريق عمل متكامل من المتخصصين كل في مجاله، يعنى بتشخيص وعلاج هذه الحالات التي تتطلب تكاتف الفريق الطبي من شتى التخصصات لمنع حدوث البتر، ويوجد في أمريكا مراكز متخصصة لمنع حدوث البتر. ولا شك بأن التوعية والإرشاد والوقاية يمكن أن تخفض حالات القدم السكرية بشكل كبير، كما أن تشخيص الحالة وعلاجها مبكرا يمنع البتر بأمر الله. قياس السكر * هل يمكنني قياس نسبة السكر عن طريق تحليل البول بدلا من وخز أصبعي يوميا؟ ** قياس نسبة السكر في البول لا يكفي ولا يمكن الاعتماد عليه، والحالة الوحيدة التي يساعد فيها تحليل البول هي عند ارتفاع نسبة السكر لدى المصابين بالنوع الأول من السكري لاكتشاف الكيتونات والتي تظهر عند ارتفاع السكر في الدم إلى أكثر من 240 ملغ / دسلر، وعند وجود الكيتونات في البول بنسبة مرتفعة يجب إبلاغ الطبيب ومعالجة ارتفاع السكر بجرعة زائدة من الأنسولين الصافي كما يحدده الطبيب، وتعتبر من حالات الطوارئ، لذا فإن الأفضل هو كشف نسبة سكر الدم بالتحليل المنزلي يوميا، والمتابعة الدورية لدى مختص في علاج السكري.