جسدت الفنانة التشكيلية سلوى الرفاعي في لوحتها «خارج الزمن» تهميش المرأة في عدد من المجتمعات، رغم ما تشكله من مشاركة حقيقية للرجل في كل ما يقدم. وأظهرت الرفاعي تلك الحيرة التي تنتاب تلك الوجوه المتناثرة على اللوحة بإتقانها لتوزيع عناصرها وألوانها بحثا عن ملامح قد تميل إلا الاستغراب والتذمر، إلا أن هناك أملا في تغيير الحال، وذلك عبر نافذة استطاعت سلوى أن تجعلها نقطة السيادة في اللوحة بتأثيرات فرشاتها الأكثر جرأة في منتصف اللوحة، ولعل ألوان التفاؤل التي تحيط تلك البورتريهات التجريدية الثلاثة تنبئ بمستقبل أكثر إشراقا للمرأة، خصوصا في المجتمع السعودي بعد توليها عدة مناصب ومسؤوليات كانت في السابق حكرا على الرجال عن غيرهم، خرجت سلوى بجزء من واقعية فكرها مع الجزء الأكبر من تجريدها للعمل بلوحة يحتار المتلقي في تفسيرها، كونها خلقت بيئة تفاعلية بين العمل والمتلقي، وهنا يكمن احتراف الفنانة في طرحه الفني وتوزيعها للعناصر بشكل إسقاطي على العمل في كتلة لونية أحبرت المتلقي على الوقوف والتأمل والتفسير دون انقطاع التفكير. ثلاثة أوجه للمرأة في ملامح مختلفة تعطي عدة انطباعات واحتمالات لقراءة المعنى الحقيقي لمفهوم تجريد تلك الوجوه، وكأنها تؤكد أن المساحات اللونية ستكون في المستقبل الكبير أكبر وأرحب بعد خروج تلك الأوجه الثلاثة من تلك النافذة التي ارتضتها الفنانة في منتصف لوحتها.