أسفرت الضغوط التي مارستها المملكة ودول غربية في مقدمتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، والائتلاف السوري المعارض، عن سحب دعوة الأممالمتحدةلإيران للمشاركة في مؤتمر جنيف2 المزمع عقده غدا الأربعاء. وتمثلت الضغوط السعودية في تأكيد المملكة أن الدعوة لجنيف2 مرتبطة بشروط لم تستوفها طهران، وفي مقدمتها الالتزام بمقررات جنيف1، وسحب قواتها من الأراضي السورية، وفي إعلان رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أكد له تأييده لموقف الائتلاف بمقاطعة المؤتمر في حال شاركت إيران. واستجابة لهذه الضغوط، أعلن مارتن منيسركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس سحب دعوة إيران لحضور محادثات السلام السورية، وقال في بيان إنه اضطر بعدما أعلنت طهران أنها لا تؤيد اتفاق الانتقال السياسي الذي تم التوصل إليه في جنيف في يونيو 2012 ويعتبر أساس المحادثات. وقال إن بان كي مون حث إيران على الانضمام إلى التوافق العالمي حول بيان جنيف، ونظرا لاختيارها البقاء خارج هذا التفاهم الأساسي، قرر الأمين العام أن تجمع مونترو الذي يستمر يوما واحدا سيمضي قدما دون مشاركة إيران. وأضاف أن تصريحات إيران العلنية بأنها لا تؤيد اتفاق جنيف 2012 الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لا تتسق مع التأكيدات التي قدمها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مؤكدا أن الأمين العام شعر بخيبة أمل وإحباط من موقف إيران. بيان المملكة وكانت المملكة قد أكدت موقفها الثابت من دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والتضحية التي تكبدها جراء حرب ضروس شنها نظامه عليه، مشيرة إلى أن الدعوة لحضور جنيف2 ترتبط بقبول علني لشروط المؤتمر. وأوضحت في تصريح لمصدر مسؤول أنها كانت تدعو للسلام وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة إلا أن دعواتها ذهبت دون استجابة ولذلك أيدت انعقاد جنيف اثنين على أساس أن دوره الأساسي هو تنفيذ قرارات جنيف واحد وهو ما صدر في الدعوات التي أرسلت للدول المشاركة في المؤتمر. وشددت المملكة على موقفها من مؤتمر جنيف بأنها تلتزم بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة وهو أن يعلن رسمياً وعلنياً عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات، أما إيران فلم تعلن عن هذا الموقف مما لا يؤهلها للحضور خاصة أن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام. من جهته، وأوضح مندوب المملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي أن المملكة تعارض دعوة إيرانلجنيف 2، لأنها غير مؤهلة للمشاركة. وطالب طهران بسحب قواتها من سوريا والالتزام بمقررات جنيف 1، مؤكدا على ضرورة تشكيل لجنة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، ومنع أي تحايل على جنيف1. وأكد أن الرياض تطالب بخروج كل المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية. وقال المعلمي إن الوضع في سوريا تحول إلى أبشع ماساة إنسانية، مشيرا إلى أن الناس يموتون من الجوع في بعض المناطق السورية. انسحاب المجلس الوطني وفيما رحب الائتلاف السوري المعارض أمس بسحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته إيران إلى مؤتمر جنيف2. مؤكدا مشاركته في المؤتمر الذي تبدأ أعماله الأربعاء. أعلن المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، انسحابه من الائتلاف بعد قرار الأخير المشاركة في مؤتمر جنيف2 المخصص للبحث عن حل للأزمة. وقال في بيان أصدره مساء أمس «يعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بجميع هيئاته ومؤسساته»، وذلك استنادا إلى قرارين لأمانته العامة «نص الأول منهما على رفض المشاركة في مؤتمر جنيف2»، والثاني على «الانسحاب من الائتلاف بحال قرر المشاركة في المؤتمر».