سحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة إيران لحضور محادثات السلام السورية، بعد أن أعلنت طهران أنها لا تؤيد اتفاق الانتقال السياسي الذي تم التوصل إليه في جنيف 1، ويعتبر أساس المحادثات. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان كي مون: "يواصل بان حث إيران على الانضمام إلى التوافق العالمي حول بيان جنيف". وأضاف إن "بان كي مون قرر أن يعقد اجتماع اليوم الواحد في مونترو (سويسرا)، من دون مشاركة إيران"، مبرراً هذا القرار ب"رفض إيران دعم تأليف حكومة انتقالية في سورية". وقد حسمت الأممالمتحدة بذلك، الجدل الذي أثير طوال نهار الاثنين حول مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2، الذي يعقد في 22 كانون الثاني/يناير الجاري. وأعلن الائتلاف السوري المعارض مشاركته في مؤتمر جنيف 2 بعد إعلان الأممالمتحدة سحب الدعوة إلى إيران للمشاركة في محادثات السلام. ورداً على مشاركة الائتلاف أعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف المعارض. وكان الائتلاف أكد في وقت سابق، أنه سينتظر إعلان بان كي مون قبل أن يقرر المشاركة في مؤتمر جنيف 2، بعد أن أعلن أنه "لن يحضر محادثات السلام المقرر إقامتها في سويسرا الأسبوع الحالي، إلا إذا سحبت الأممالمتحدة الدعوة لإيران بحلول الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش". فقد أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي، في وقت سابق يوم الاثنين، أن "بان كي مون يشعر بخيبة أمل حيال رفض إيران دعم عملية انتقالية في سورية، وهو يدرس خياراته". وأعلنت دول غربية وعربية عدة أنها لا توافق على حضور إيران لمؤتمر السلام حول سورية. فقد أكدت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت من "دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال، والوحدة الوطنية والتضحية، التي تكبدها جراء حرب ضروس شنها نظامه عليه". وشددت المملكة على موقفها من مؤتمر جنيف، بأنها "تلتزم بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم، وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة، وهو أن يعلن رسمياً وعلنياً عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات". وأكدت أن "إيران لم تعلن هذا الموقف، ما لا يؤهلها، خصوصاً أن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام". واعتبرت فرنسا أنه "يجب ألاّ يتم السماح لإيران بحضور المؤتمر". وقال وزير الخارجية لوران فابيوس، في بيان إن "المشاركة في جنيف 2 هي القبول الصريح بهذا التفويض". وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من لاهاي، أن على كل الدول المدعوة إلى مؤتمر "جنيف 2" أن "تقبل ببرنامجه أي المرحلة السياسية الانتقالية" في سورية. في وقت أعلنت فيه إيران مشاركتها في مؤتمر "جنيف-2" حول سورية، لكنها رفضت الشرط المسبق بالموافقة على تشكيل حكومة انتقالية. كما رفضت "الإصرار على القبول بنتائج مؤتمر جنيف 1، كشرط للمشاركة في مؤتمر جنيف 2". إلا أنها نفت رسمياً المعلومات التي أفادت أنها "منعت الطائرة التي تقل الوفد السوري المتجه إلى سويسرا للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، من عبور أجوائها". من جهتها، أعلنت واشنطن، على لسان السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور، أن "على إيران أن تؤيد صراحة وعلناً، تشكيل حكومة انتقالية في سورية، لدعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف-2".