تفتح الصحف، كل صباح، فتجدها تسبح في ملكوت طويل عريض من الأخبار والتحقيقات التي بعضها يسد النفس من جراء الحوادث والمصائب التي تحدث على طول الوطن العربي وعرضه. أحيانا، أؤجل قراءة بعض الصحف إلى وقت المساء، إلا أنني بمجرد مطالعتها تطير النوم من عيني من كثرة الأحداث والحوادث التي تجيب الهم والغم، ولا تخرج بحصيلة أكثر من قذف الجريدة جانبا وتناول الحبة المسكنة التي تعينك على التماسك بعد أن حشوت دماغك بمعلومات أكثرها مؤدية إلى الحزن والاكتئاب. فتفكر وأنت تقرأ عن طفل تحرش به رجل طويل عريض في الدمام، وتعود أدراجك إلى أن مثل هذا الحدث لم تكن تقرأه في سنوات سابقة، بل لم يخطر في ذهنك مثل هذه التحرشات التي تكاد تكون يومية، حتى أن بعضها لا تصل إليه وسائل الإعلام، لكنه على الواقع يحدث صبر الله كل أسرة تتعرض لمثل هذه المواقف التي ساهم في انتشارها قلة الوازع الديني. أتقلب على الفراش وأمامي شاشة التلفزيون ينقل لنا كل ما هو حدث جديد لكوارث من التفجيرات على طول الوطن العربي، باستثناء دول الخليج التي تتمسك برباطة جأش تحميها من مشاكل ما يسمى ب«الربيع العربي». وسعدت جدا للاستفتاء الذي أقدمت عليه مصر الشقيقة، وهو الكفيل بإعادة الحياة الطبيعة إلى مصر المحروسة، وإن كنت ما زالت نبضات قلبي غير مستقرة بسبب ما يقوم به ويفعله بعض جحافل الإخوان من رغبة في إفشال الدستور، إلا أن بوادر التصميم من غالبية الشعب ستوصل إلى بر الأمان إن شاء الله. عدت من القاهرة سريعا، وعند النزول من الطائرة إلى أرض مطار جدة رفعت يدي حامدا شاكرا على الأمن والأمان الذي أعيشه في بلدي، لكن وفي كل الأحوال، فالمنطقة ككل تتعرض إلى شيء من الإعلام الموجه الذي يحاول أن يخترق حصون الأمن والأمان، لدرجة أن وسائل التواصل تفتح لك ذراعيها بجرعات لا نملك أمامها إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.