تسارع قيادة حرس الحدود في منطقة عسير، الخطى كل يوم، من أجل ضبط مسارات الحدود المرتبطة مع الجمهورية اليمنية بطول 278 كيلو مترا. وتتنوع القضايا التي تواجهها القيادة ما بين تهريب مخدرات وتسلل أفراد. وكشف قائد حرس الحدود في منطقة عسير المكلف اللواء مريع بن أحمد عسيري عن تخصيص قيادته مبالغ مالية للمتميزين من العاملين في الحرس والمتعاونين معه، قدمت لهم هذا العام على شكل مكافآت بلغت في الإجمالي 4891709 مليون ريال. «عكاظ» أجرت حوارا مطولا مع اللواء مريع عسيري وخرجت بالتفاصيل التالية: • كم طول الحدود التي يغطيها حرس الحدود في منطقة عسير؟ حرس الحدود في منطقة عسير يضطلع بحماية حدود المملكة بشقيها البري والبحري في المنطقة التي يبلغ طولها حوالي 278 كيلو مترا، منها 84 كيلو مترا حدودنا البرية مع الجمهورية اليمنية الشقيقة، و194 كيلو مترا الحدود البحرية على ساحل البحر الأحمر. • هل يخضع اختيار النقطة الحدودية لاعتبارات التجمعات السكانية أو تنوع الطبيعة، أم أن المسافة محددة بين كل مركز وآخر؟ اختيار المراكز الحدودية ونقاط المراقبة تخضع لدراسة دقيقة ومستفيضة من قبل القادة الميدانيين والجهات المختصة في قيادة المنطقة، ويراعى في ذلك جوانب عدة من أهمها الجانب العملياتي الذي يدخل من ضمنه ما أشرتم إليه. • كيف تتم مراقبة الحدود؟ تتم مراقبة الحدود والسيطرة عليها من خلال المراكز الحدودية وكذا نقاط المراقبة المنتشرة على كامل حدود المسؤولية وكذا الدوريات الراكبة والراجلة والكمائن الليلية وكذا الدوريات البحرية، بالإضافة إلى أجهزة المراقبة الإلكترونية من كاميرات حرارية ورادارات برية وأجهزة الرؤية الليلة والنهارية. • هل إمكانات المركز الحدودي في المناطق الجبلية هي نفسها التي في السهول والسواحل من حيث الآليات والأعداد البشرية؟ نحن ننظر لكامل حدودية المسؤولية من حيث الأهمية، بأن كل موقع لا يقل أهمية عن الموقع الآخر. ولا شك أن الإمكانات في المراكز والمناطق الجبلية تختلف عنها في السهول الساحلية من حيث الكم والنوع وتوزع الإمكانات وفق المعطيات وما يتناسب مع طبيعة الموقع والظروف الأخرى المحيطة به. • هل ترون هذه الإمكانات كافية بشكل عام لتغطية جميع الحدود بدقة كبيرة، أم أنها تحتاج إلى دعم؟ الإمكانات التي لدينا حاليا جيدة ولله الحمد، ونحن في تطور مستمر وفي سباق مع الزمن وذلك بفضل الله جلت قدرته أولا ثم بفضل الدعم اللا محدود من قبل ولاة أمر هذه البلاد، وما زلنا نتطلع إلى مزيد من الدعم في ظل الظروف والمستجدات الحالية وبما يمكننا من السيطرة التامة على كامل الحدود ونحن في هذه المنطقة لا ندعي الكمال، لكننا نسعى إلى تحقيق أكبر قدر من السيطرة وفق الإمكانات الحالية. • للكشف على وسائل النقل والحاويات والكونتيرات أو الحقائب اليدوية يتم اللجوء إلى الفحص الآلي، كيف ترون جدوى هذه الوسيلة، وهل تعتقدون أنها تغني عن المعاينة الفعلية والفحص اليدوي؟ استخدام التقنية المختلفة في عمليات التفتيش أمر في غاية الأهمية في ظل الأساليب والحيل التي أصبح يلجأ إليها المهربون وعصابات الإجرام في هذا العصر أيضا أمام الكم الهائل من عمليات التهريب التي قد يكون من غير الممكن كشفها بطرق التفتيش التقليدية، إلا أنني لا أرى أنه يمكن الاستغناء عن المعاينة والفحص اليدوي في بعض الحالات. • ماذا عن استخدام بعض العناصر لكشف المتسللين وحيل المهربين مثل «الكلاب البوليسية، أجهزة التصوير، الكاميرات الحرارية، وكاميرات المراقبة»؟ قطعت المديرية العامة لحرس الحدود شوطا كبيرا في استخدام التقنية الحديثة وإدخالها ضمن منظومة العمل لفرض السيطرة الأمنية مثل الكاميرات الحرارية والرادارات الساحلية والملاحية، وكذا كاميرات المراقبة الحرارية والدوائر التلفزيونية، بالإضافة إلى إدخال نظام البصمة الحديثة التي أسهمت في الحد من عمليات التسلل، وبين الحين والآخر وكلما دعت الحاجة فالإخوان في الجمارك لا يتأخرون عندما نطلب منهم وسائل رقابية (كالكلاب البوليسية). • قد يساهم المواطن دون أن يدري في حدوث الاختراقات الأمنية؛ لأنه يجهل ألاعيب وأساليب المهربين والمتسللين، ما أبرز أساليب التخفي التي اكتشفتموها طوال حياتكم العملية؟ المهربون والمتسللون بطبعهم أشخاص متطورون، فهم يبحثون عن الطرق والحيل التي يستطيعون من خلالها النفاذ من أيدي رجال حرس الحدود، إلا أن ما يتلقاه رجل حرس الحدود من تدريب جيد وكذا ما يمارسه من عمل على أرض الواقع أكسباه الخبرة الكافية في كشف كثير من الحيل والأساليب، أما في ما يخص أبرز الأساليب التي اكتشفتها فهناك الكثير والكثير من تلك الأساليب لعل أبرزها إخفاء المهربات في خزانات الوقود للسيارات أيضا إخفاؤها في إطارات السيارات وهناك المواقع التي من الصعوبة بمكان كشفها إلا من قبل أشخاص لديهم الخبرة الكافية، بالإضافة إلى ارتداء اللباس النسائي من قبل بعض المهربين للإفلات من أيدي رجال الأمن وما ذكر على سبيل المثال لا الحصر. • ما المواقف التي واجهتم فيها طرقا طريفة وغريبة في التهريب؟ في منطقة جازان وعندما كنت في مهمة ميدانية قبل أداء فريضة الحج في إحدى السنوات، كانت تشهد الحدود عمليات تهريب للأغنام؛ نظرا لارتفاع الطلب عليها في مثل هذا الوقت من كل عام ولفت نظري امرأة كانت تتنقل من مكان إلى آخر وتبرز من تحت عباءتها حقيبتها اليدوية لكنها لا تظهر للعيان، فطلبت استيقاف المرأة وتفتيشها وكانت المفاجأة أن ما ظنناه حقيبة ليس كذلك إنما (تيس) تحاول تهريبه عبر الحدود. • تشكو منطقة عسير من كثرة المتسللين والمجهولين، هل تتوقعون أن للمواطن دورا في ذلك، سواء من خلال نقلهم أو التستر عليهم أم أن طول الحدود هو السبب؟ ظاهرة التسلل ظاهرة عالمية تعاني منها معظم بلدان العالم بما فيه الدول المتقدمة، ولعل هناك عوامل تساعد على ازدياد تلك الحالات بعين الحصر والآخر منها طبيعة الشريط الحدودي في المناطق الجنوبية وعسير خاصة والمعروف بصعوبة تضاريسه، أيضا التقارب السكاني وكذا الظروف المعيشية في المناطق الحدودية المجاورة، فيما يخص دور المواطن، فلله الحمد مواطنو هذا البلد يعتبرون عين الأمن الساهرة وهذا لا يعني أنه لا يوجد هناك شواذ ممن يتعاملون مع هذه الفئات، وهناك متابعة دقيقة من كافة الأجهزة الأمنية لأمثال هؤلاء ومن يقبض عليه تطبق بحقه الأنظمة. • ما الأشياء التي يكثر تهريبها، وكم تتوقعون القيمة الإجمالية لها؟ في السنوات الأخيرة وللأسف لوحظ ارتفاع تهريب المخدرات بأنواعها خصوصا (الحبوب المخدرة ومادة الحشيش) وحقيقة أنه لا توجد لدينا دراية تامة بقيمتها الإجمالية إلا أنها تقدر بعشرات الملايين. • الكثير من المتسللين من النساء والأطفال، فكم يمثل هؤلاء من إجمالي المقبوض عليهم؟ في ما يخص المتسللين من النساء والأطفال، فهناك العديد من الحالات التي ضبطت على الشريط الحدودي أو في الداخل وليست لدي إحصائية دقيقة عن هذا، إلا أنهم قد يصلون إلى 10 في المائة من المقبوض عليهم. • هل لدى المراكز الحدودية مجندات للمساهمة في التفتيش؟ لدينا في قيادة حرس الحدود في منطقة عسير عدد من المجندات اللاتي يعملن في القطاعات ويستعان بهن في عمليات المداهمة وتفتيش المنازل في الحالات التي بها نساء ويشتبه بهن، أيضا تتم الاستعانة بهن في بعض نقاط التفتيش الداخلية عند الحاجة. • يتعدى دوركم حماية أمن البلاد من الاختراقات الأمنية إلى منع هروب مرتكبي الجرائم أو السارقين أو مهربي السلع الجمركية رسميا لبيعها في الخارج كيف يتم التعامل مع مثل هؤلاء؟ لا شك أن مهام حرس الحدود متعددة، ولعل من أولى تلك المهام مكافحة التهريب والتسلل من وإلى المملكة، والمتأمل لهذه المهام يدرك عظم المسؤولية وحجمها الملقاة على عواتق رجال حرس الحدود وما يتم ضبطه من مهربات وممنوعات وكذا أشخاص، الذي يقوم به أولئك الرجال الأشاوس فهم الحلقة الأقوى في المنظومة الأمنية، وإن حدود المملكة البرية والبحرية مع ثماني دول تجعل السيطرة عليها من أصعب المهام وأعقدها، ومع هذا وبفضل الله ثم بفضل هؤلاء الرجال وما وفرته حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وكذا سمو سيدي وزير الداخلية وكذا سمو سيدي نائب وزير الداخلية وسمو مساعده للشؤون الأمنية ومدير عام حرس الحدود من تقنية حديثة فإنه ومن دون شك يتم القبض على عدد كبير من المهربين والمضبوطات ويحال كل منهم إلى الجهات المعنية كما تتم محاكمة وتطبيق نظام الحدود بحق من تنطبق عليه التعليمات. • يستخدم البعض أوراقا رسمية أو مزورة، سواء للدخول أو الخروج، هل هناك وحدة مختصة بذلك في المراكز الحدودية يمكن بواسطتها معرفة صحة هذه الأوراق من عدمها؟ في ما يخص عمليات الدخول والخروج في حدود ومسؤوليات منطقة عسير فهي محصورة عبر منفذ علب الحدودي وفيه أجهزة معينة تمتلك مثل تلك التقنية، أما مراكز حرس الحدود فلا يسمح بالدخول والخروج عبرها. • كيف تتلقون البلاغات عن المجرمين الهاربين لمنعهم من مغادرة البلاد؟ لدينا غرفة القيادة والسيطرة في قيادة المنطقة ومرتبطة بها غرف العمليات في القطاعات، بالإضافة إلى وجود متدربين لحرس الحدود ضمن طاقم العمليات المشتركة في إمارة المنطقة، هذه الغرف معنية بتلقي البلاغات ومن ثم تمريرها بأسرع ما يمكن إلى الوحدات الميدانية، بالإضافة إلى الخطوط التلفونية المباشرة مع القطاعات الأمنية، بالإضافة إلى مركز القيادة والسيطرة في المديرية العامة في حرس الحدود في الرياض والمرتبط مع مركز القيادة والسيطرة والتحكم في وزارة الداخلية. • ماذا عن المتعاونين مع حرس الحدود، هل يحصلون على مكافأة سواء كان هذا التعاون مستمرا أم مؤقتا؟ حرس الحدود لديه إدارة معنية بمثل هذه الأمور، ولدينا ولله الحمد عدد جيد من المتعاونين، البعض منهم مستمر والبعض منهم مؤقت وجميع من يتعاون مع حرس الحدود لا شك يحصلون على مكافآت مادية مجزية ويتم التعامل معهم بسرية تامة ومقننة، وإنني من خلال صحيفتكم الموقرة أهيب بكل إخواني المواطنين والمقيمين على أرض هذا البلد أن يتعاونوا مع الأجهزة الأمنية، وأن يستشعروا حجم الخطر المحدق بهذه البلاد وأن ما يتم دخوله لهذه البلاد من ممنوعات وأفكار دخيلة على هذه البلاد هو لتدمير المنشآت والبنى التحتية والأهم لتدمير عقول الشباب الذين يعلق عليهم أملنا مستقبلا، ولدينا استعداد في التعامل مع كل معلومة تردنا بكل جدية، وبالإمكان التواصل مع حرس الحدود باللقاء المباشر مع المسؤولين في قيادة المنطقة أو الوحدات الميدانية أو عن طريق خط الطوارئ 994 في الحالات العاجلة. • رغم ثقتنا الكبيرة في الجميع، إلا أن بعض العاملين قد يتعرض للإغراء أو التهديد، كيف يمكن حماية أفراد حرس الحدود من الإغراء؟ رجال حرس الحدود جزء من هذا المجتمع يتأثرون بما يتأثر به الآخرون، سواء من ناحية الإغراءات أو التهديد، ففي الجانب الأول نؤكد للجميع بأن الشواذ قلة ولله الحمد، وهناك اهتمام في هذا الجانب يتمثل في إحياء الرقابة الذاتية لدى كل فرد من أفرادنا من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والدروس الدينية التي يستقطب لها عدد كبير من العلماء والدعاة، بالإضافة لوجود إدارات أقسام مختصة لمتابعة أمثال هؤلاء واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق كل من يحاول الإخلال في أداء الأمانة، أما الجانب الثاني وهو التهديد، فلا شك أن هناك كثيرا من حالات التهديد والاعتداءات التي تعرض لها منسوبونا لكننا ولله الحمد سنكون عند حسن ظن الجميع بالتصدي لكل عابث بأمن هذا البلد، وهناك توجيهات من قبل ولاة الأمر حفظهم الله تحفظ لهؤلاء الرجال حقوقهم وكذا إجراءات عقابية تتخذ بحق كل من يحاول النيل من رجال الأمن، وغالبا فإننا نطبق مبدأ الثواب قبل العقاب وخلال الفترة من 1/1/1430ه حتى 22/10/1430ه وزعت قيادة حرس الحدود 4891709 مليون ريال على عدد من الضباط والأفراد العاملين على الشريط الحدودي مع اليمن، وهذا المبلغ يمثل مكافآت القابضين وشملت 825 من العاملين في حرس الحدود في المنطقة بينهم 58 ضابطا و766 فردا ومفتشة واحدة، بالإضافة إلى 26 مصدرا من المتعاونين مع حرس الحدود. • يعتقد البعض أن السيارات المسروقة تهرب إلى الخارج، هل واجهتكم مثل هذه الحالات، وكيف يتم اكتشافها، خاصة أن البعض قد يعمد إلى تغيير معالم السيارة واستخدام أوراق أخرى لها المواصفات نفسها؟ في حدود منطقة عسير، أود أن أؤكد لكم بأنه لم ولن يتم تهريب أية سيارات عن طريق مسؤوليتنا. • كيف تتمكنون من رصد التحركات المريبة خاصة في «العقبات» غير الرسمية أو التي لا يوجد عليها حراسات أمنية؟ لا شك أن هناك عددا كبيرا من العقبات فيما بين تهامة والسراة فتحت لتخدم المواطنين وتربطهم بالمدن الحضارية، وأغلب تلك العقبات داخلية ومسيطر عليها من قبل جهات أمنية داخلية بحكم بعدها عن الحدود، أما فيما هو في حدود منطقة الحدود فلدينا عدد من نقاط التفتيش المسيطرة، ومع هذا فإنه توجد لجنة من أكثر من جهة أمنية يرأسها مندوب من إمارة المنطقة معنية بدراسة وإيجاد الحلول لمثل هذه العقبات.