الفشل الكلوي يهدد حياة الكثير من السعوديين. هذه حقيقة مزعجة باتت معروفة بعد أن أعلنتها المراكز المتخصصة منذ فترة، وحذر منها الأطباء المختصون، ودعوا إلى زيادة الوعي بمخاطرها وأهمية مواجهتها بتحفيز الناس إلى التعاطف مع من أصيب بها. والذين أصيبوا بهذا المرض أو أصيب أحد من أقاربهم يدركون مدى الآلام التي يعاني منها المريض، ويعرفون مساحة المتاعب النفسية والاضطرابات حياتية التي تلحق بالأسرة كلها. وتزداد الآلام والقلق والحيرة حين يقف الجميع عاجزين عن تقديم العون لمريضهم. آلام مؤلمة نرجو الله ألا يصيب بها أحدا، وأن يخفف عن من ابتلي بها، وأن يرحم من كانت سببا في وفاته. وتشير الإحصاءات إلى أن الفشل الكلوي أصبح يشكل عبئا على الجهات المسؤولة عن الصحة بنفقاته المتنامية واحتياجاته المتسعة، مما يستدعي عملا جماعيا تتكاتف فيه كل الجهود لإيجاد ما يقلل من المخاطر ويخفف آلاف المصابين. وليس أمام المصاب بالفشل الكلوي إلا الانتظام في تنقية الدم بالمراكز المخصصة لذلك، أو الزراعة التي هي الحل الذي يعطي المصاب فرصة الحياة الطبيعية. وسأعطي هذه المساحة اليوم لمعلومات عامة تنشرها المراكز المتخصصة لتصحيح مفاهيم خاطئة عن التبرع بالكلى. وأول ما يجب تأكيده قول أهل العلم بأن التبرع بالأعضاء يعد من أنواع الصدقة الجارية التي تنفع صاحبها بعد الموت لارتفاع الأحياء بها. وإذا أوصى المتبرع، فعلى أهله أن ينفذوا وصيته لأنه أوصى بما هو مباح له. ويخطئ البعض حين يتصور أن التبرع يشوه جسم المتبرع، وهو ما يتنافى مع إكرام الإنسان حيا وميتا. والحقيقة التي يعرفها الأطباء أن التبرع يتم بعملية جراحية عادية كما يتم في العمليات العلاجية، فهي لا تشوه. يلاحظ المهتمون بهذه القضية الحيوية أن بعض المتبرعين لا يريد معرفة أسرته بهذا التبرع ولهذا يضمنها وصيته. وهذا مفهوم خاطئ، فلا بد من إخبار الأسرة لأن موافقتها الخطية شرط للاستفادة من التبرع. البعض يخشى أن يتبرع بكليته لأي محتاج ثم يصاب بالفشل الكلوي في ما بعد.. الأطباء يطمئنون صاحب هذا التوجس بأن الله أنعم عليه بكليتين وأن الجسم يحتاج إلى واحدة.. والأهم هو معرفته بأن التبرع لا يسبب الفشل الكلوي أو الإصابة بأي مرض، لكن ما يؤثر على الكلى هو مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. ومن المفاهيم الخاطئة أن التبرع بالكلى يؤثر على الإنجاب والحياة الزوجية. ولكن الأطباء المختصين يؤكدون أن ليس له أي تأثير سلبي على عملية الإنجاب ولا على العلاقة الزوجية للرجل والمرأة. هذه تطمينات تبثها المراكز الوطنية المتخصصة وأطباؤها من أجل زيادة وعي الناس بهذا العمل الإنسان الكبير، فلتكن لنا مساهمة، كل بما يستطيع.