صديقي.. ربما أنت بعيد عن الحراك البرلماني في الكويت، «والهوشات» التي تحدث في مجلس الأمة الكويتي، والتي عادة ما تنتهي باجتماعات في الديوانيات. قلت: ربما أنت بعيد عن الحراك البرلماني، فتظن كما ظنت «سهير القيسي» وباقي العرب بمواقع التواصل «بالإنترنت»، أن النائب «محمد الجبري» لا يعرف من هو الفيلسوف والشاعر «جلال الدين الرومي» المتوفى عام 1273م، لهذا طالب وزارة الإعلام بإيقاف أمسيته، ووزارة الداخلية بفتح تحقيق لمعرفة من سمح له بالدخول للكويت. فما لا تعرفه «أنت وسهير وباقي العرب» أن النائب «الجبري» يعرف أن «الأمسية» لن يحضرها إلا عشرات، يعرفون مسبقا من هو «الفيلسوف»، ولن تؤثر الأمسية على شريحة واسعة من العرب. هو كذلك يعرف أن هناك قطيعة بين العرب «والمعرفة والثقافة»، وأن العقل العربي «طفولي» لهذا استخدم نظرية «بافلوف» التعليمية، القائمة على تمرير المعرفة من خلال الأشياء التي يحبها الطفل، وبما أن غالبية الشعوب العربية تحب «الحش»، قام بتمثل دور «الجاهل»، لتقرأ الشعوب العربية أعمال الفيلسوف، وتتناقل مقولاته «بتويتر» ليس حبا بالمعرفة، بل «بالحش»، وبهذا الدور حقق ما لن تحققه الأمسية، فنشر المعرفة. هل شاهدت كيف أتقن الدور بطريقة لا يستطيع «ألبتشينو» نفسه لعب هذا الدور، وهو يقول عن «الرومي» أنه تكفيري وملحد، مع أنك لا تستطيع أن تكون «أيمن الظواهري وريتشارد دوكينز» في آن واحد؟ ما لا تعرفه أيضا، أن لديه مخططات أخرى لنشر المعرفة، فهو سيهاجم أمسيات «ابن رشد والمعري وابن عربي» قبل أن ينتقل لعصور التنوير بأوروبا فيهاجم رواده، فيقرأ العرب عنهم من باب «الحش»، كما فعلوا مع الفيلسوف «الرومي» الذي بدا الجميع وكأن رسالتهم للدكتواره عن الفيلسوف. ما يحز بنفسي ألا يتسع الوقت للنائب بهذه الدورة، فلا ينتخب مرة أخرى بعد أن ضحى بسمعته من أجل المعرفة، مع أن البرلمانات العربية بأكملها تحتاج لنائب مثله يضحي بسمعته لمصلحة الشعوب. قد تسألني يا صديقي: لماذا أخفى ثقافته؟ وسأجيبك بسؤال آخر: هل لو أعلن أنه مثقف سينتخب؟ أعني: هل لو كان مثقفا سينتخب؟ التوقيع: صديقك الكويتي [email protected]