افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مساء أمس برنامج أرامكو السعودية «إثراء المعرفة» بجدة، إحدى فعاليات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وافتتح سموه رسميا البرنامج في نسخته الجديدة للعام 2014م بحضور أكثر من 8000 زائر في أول أيام انطلاقة البرنامج. ونوه سموه عقب الجولة بما شاهده من الفعاليات المتنوعة وإعجابه الكبير بفعاليات البرنامج لافتا الى أنه يعد نقلة نوعية للفعاليات الثقافية والمعرفية في المملكة التي اضطلعت بها أرامكو السعودية من أجل بناء مستقبل الشباب والارتقاء بالمجتمع المعرفي، مشيرا الى أن هذا البرنامج سيسهم في منح جيل المستقبل ادوات الانطلاق نحو النجاح، وأشاد سموه بدور أرامكو السعودية الريادي في المجالات الثقافية والمعرفية الهادفة الى الارتقاء بقيم المجتمع السعودي التي أكدت عليها من خلال تنفيذها لهذا البرنامج الذي يحمل مواصفات عالمية. من جهة أخرى، يفتتح سموه مساء اليوم الخميس مهرجان جدة التاريخي (كنا كدا)، بالمنطقة الأثرية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. لا خشبة مسرح المهرجان الأثري يحوي أكثر من 46 فعالية، ومسرحيات ومعروضات قديمة، ورقصات شعبية وأهازيج جداوية، ومسيرات بالجمال والخيول، والسفن، والألعاب النارية وبحسب زكي عبدالتواب حسنين رئيس الشركة المنظمة للمهرجان فإن العائلات العتيقة من أصحاب الحرف والمهن سيشكلون حضورا لافتا برفقة الأبناء والأحفاد والزوجات والمهرجان الفريد في نوعه كما يقول عبدالتواب يحاكي ما كانت عليه جدة قديما في مسار على طول كيلومتر. كما تتضمن فعاليات المهرجان معارض للفن التشكيلي والكتاب وعروضا مسرحية، وستؤدى كلها على أرض المنطقة التاريخية دون خشبة مسرح حتى تصل الرسالة مباشرة للمشاهدين والزوار، وأن التاريخ سيعيد نفسه، ولن يكون في الموقع إلا كل قديم. خير البحر رئيس الشركة المنظمة للمهرجان أضاف أنه سيتم عرض فيلم وثائقي يحكي تاريخ جدة قبل 2600 عام ويتناول العمل نهضة جدة وقصصها القديمة وحكاياتها عن البحر والميناء والحجاج ورحلتهم الى مكةالمكرمة كما يعكس حب أهالي جدة وكرمهم عند استقبال الزوار من كل أنحاء العالم. وأضاف أن المهرجان يحتوي أيضا على فعاليات خاصة بالأطفال والعروض الفلكلورية. كما سيشهد الافتتاح عرض أوبريت (خير البحر) وهي ملحمة تحاكي تطور عروس البحر الأحمر عبر حقب عديدة، وهي من كلمات الشاعر الدكتور عبدالإله بن محمد الجدع، وأداء الفنان محمد الحداد، وسيناريست بندر باجبع. ويتوقع أن ترتفع نسبة الإقبال اليومي للمنطقة المركزية بالبلد (بوسط جدة) من 50 ألفا إلى 70 ألف زائر بسبب تنوع فعاليات المهرجان. نجوم الكرة اللجنة المنظمة للمهرجان أفادت أن التجهيزات الخاصة بالفعاليات واستقبال الزوار اكتملت بنسبة كبيرة، لاسيما أنه تم توجيه الدعوات على عدد كبير من المسؤولين والمهتمين بالآثار والسياحة وعدد مقدر من الدبلوماسيين فضلا عن عدد من خبراء منظمة اليونسيكو الذين سيتسلمون ملف المنطقة التاريخية لتنضم لقريناتها من المناطق الأثرية حول العالم. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة عرض فعاليات تعكس حياة الجداوي قديما، وصلته بالآخرين، كما تم إنشاء ملعب كرة قدم في المنطقة وسيقوم بالتعليق على المباريات معلقون قدامى بحضور قدامى اللاعبين الجداويين والجدد. العروس والإيكوموس الناطق الإعلامي في هيئة السياحة والآثار محمد العمري، ذكر أن الهيئة نفذت مشاريع في هذا العام بأكثر من 50 مليون ريال، منها تقديم الخدمات الاستشارية لترميم المباني وتركيب وتوريد أعمدة الإنارة، وإنشاء مواقف وأرصفة للسيارات، وتنظيف وصيانة المنطقة وترميم المباني والمتاحف، الى جانب مشروع ترميم وصيانة سبعة مبان تراثية، ومشروع ترميم وصيانة 27 مبنى تراثيا ومشروع الدراسات لترميم وصيانة وإعادة تأهيل 200 مبنى شعبي. وأشار العمري إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار استكملت بالتنسيق مع أمانة محافظة جدة ومع جميع الجهات ذات العلاقة ملف ترشيح جدة التاريخية للتسجيل كموقع تراثي عالمي، وتم تقديمه لليونسكو في يناير 2013م، وتنص الإجراءات على إحالة الملف بعد القبول الشكلي إلى المجلس الدولي للمعالم والمواقع «الأيكوموس» للتأكد من استحقاق الموقع للتسجيل ضمن قائمة التراث العالمي، ومن ثم تأتي بعدها المرحلة النهائية للتسجيل والمتمثلة في التصويت على الموقع خلال اجتماع لجنة التراث العالمي بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو. ونظرا الى أن المراحل السابقة تسير وفق برنامج زمني محدد تقوم خلاله القطاعات واللجان المتخصصة بالدراسة والتحليل والتقييم؛ لذا فإنه من المتوقع إدراج ملف جدة التاريخية للتصويت عليه من قبل لجنة التراث العالمي خلال دورتها الثامنة والثلاثين التي ستعقد في دولة قطر في يونيو من عام 2014م.