بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة تشهد جدة الخميس المقبل ولمدة عشرة أيام مهرجان جدة التاريخية وذلك لأول مرة في تاريخ العروس. وتأتي أهمية المهرجان المفتوح في تقديم ملف جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي باليونسكو، إضافة إلى أنه يمثل مبادرة هامة من الأهالي لإحياء الموقع التاريخي ودعما لجهود المساهمين في تقديم جدة كواحدة من أهم مدن العالم احتضانا للتراث. وكشف الناطق الإعلامي بهيئة السياحة والآثار محمد العمري أن الهيئة قامت بتنفيذ مشاريع هذا العام في جدة التاريخية بأكثر من 50 مليون ريال منها تقديم الخدمات الاستشارية لترميم المباني التاريخية في منطقة البلد وتركيب وتوريد أعمدة الإنارة وإنشاء مواقف وأرصفة للسيارات، وتنظيف وصيانة المنطقة التاريخية وترميم المباني والمتاحف، ومشروع ترميم وصيانة سبعة مبان تراثية ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية، ومشروع ترميم وصيانة سبعة وعشرين مبنى تراثيا ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية، ومشروع الدراسات لترميم وصيانة وإعادة تأهيل مائتي مبنى شعبي ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية. وأشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار استكملت بالتنسيق مع أمانة محافظة جدة وجميع الجهات ذات العلاقة ملف ترشيح جدة التاريخية للتسجيل كموقع تراثي عالمي، وتم تقديمه لليونسكو في يناير 2013م، وتنص الإجراءات على إحالة الملف بعد القبول الشكلي له إلى المجلس الدولي للمعالم والمواقع «الأيكوموس» للتأكد من استحقاق الموقع للتسجيل ضمن قائمة التراث العالمي، ومن ثم تأتي بعدها المرحلة النهائية للتسجيل والمتمثلة في التصويت على الموقع خلال اجتماع لجنة التراث العالمي بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو. ونظرا لكون المراحل السابقة تسير وفق برنامج زمني محدد تقوم خلالها القطاعات واللجان المتخصصة بالدراسة والتحليل والتقييم؛ لذا فإنه من المتوقع إدراج ملف جدة التاريخية للتصويت عليه من قبل لجنة التراث العالمي خلال دورتها الثامنة والثلاثين التي ستعقد في دولة قطر في يونيو من عام 2014م. من جهته أوضح زكي عبدالتواب حسنين رئيس الشركة المنظمة للمهرجان أن المهرجان يهدف إلى تسجيل جدة في منظمة اليونسكو، ولإحياء المنطقة التاريخية، وحتى تنطلق المبادرات لترميم المنطقة لتصبح آمنة ومستثمرة سياحيا، وسيعرض ملف جدة التاريخية على لجنة من اليونسكو ستكون حاضرة للمهرجان وللاطلاع على ملف جدة القديمة، حتى تنضم الى المدن المعتمدة في اليونسكو كواحدة من المدن التاريخية المعتمدة دوليا. واستطرد عبدالتواب أن المهرجان التاريخي يقام لأول مرة في جدة، وعلى أرض المنطقة التاريخية مباشرة وسيكون الافتتاح في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء في أول يوم وباقي الأيام من الساعة الخامسة عصرا، وسيقام مسار من باب المدينة المقابل لميدان البيعة وحتى بيت نصيف، وهو يجمع التراث بكل أشكاله وألوانه، حيث تم البحث عن أصحاب الحرف القديمة الأصليين في جدة وطلبت المشاركة منهم لإحياء المهرجان وأبدوا استعدادهم بالرغم من كبر سن بعضهم. وأوضح أن المهرجان سيعكس جدة التاريخية وتراثها بالشكل المناسب ساعين لأن تصبح جدة عالمية، وستحضر الخيول والجمال والمأكولات الشعبية القديمة في جدة، وألعاب الأطفال حيث ستحضر ألعاب ملاهي العيدروس في المهرجان المفتوح. واشار إلى أن مسرحا كبيرا سيكون على أرض المنطقة التاريخية نفسها ليتمكن ممثلو جدة القدامى من التعبير عن عادات وتقاليد جدة القديمة من غير تكلف لتصل الرسالة للناس بأن الهدف هو إعادة الزمن الجميل وتمثيله واقعا تشهده جدة في المهرجان. يشارك في ذلك الأطفال والنساء والشباب وكبار السن عبر مسيرات في المنطقة التاريخية وأهازيج وأغان قديمة، وحفلات أعياد وزواجات وخطبة وكل التفاصيل الحياتية في الزمن القديم، وستنعكس على أرض الواقع في فترة عشرة أيام لترسيخها في أذهان الجيل الجديد والأطفال. وأضاف عبدالتواب أن المتحف القديم سيكون حاضرا في المهرجان، والصحف الورقية القديمة، ومتحف للعملات والطوابع البريدية القديمة التي كان في تجميعها متعة كبيرة في ذلك الزمن، بالإضافة إلى الأكلات الشعبية. من جهته أوضح الفنان ضياء عزيز ضياء المحترف في رسم جدة القديمة أنه سيشارك في المهرجان بلوحات تعكس جمال الماضي في جدة والمنطقة التاريخية ومهن القدامى وغيرها من الألوان القديمة في ذلك الزمن. وفي المسار حارة الشام، المظلوم، اليمن، البحر سيكون للشباب حضور، إذ سيتم إنشاء ملعب كرة قدم في الموقع، وسيحضر اللاعبون القدامى وأبناؤهم والمعلقون في ذلك الزمن ليشاركوا شباب اليوم بتمثيل الواقع القديم بشخصياته الحقيقية. وأشار رئيس المهرجان إلى أن جدة التي تأسست قبل أكثر من 2600 عام تستحق أن تكون في مصاف المدن المعتمدة. من جانبه أوضح الكاتب والباحث التاريخي عايض علي التركي بأنه سيكون من المشاركين في المهرجان عن طريق الموسوعة التي قام بكتابتها عن تاريخ جدة مدعمة بصور فوتوغرافية تحكي تطور جدة على مر الزمان، وأحداثها القديمة وقصص أهلها وتجارها، وميناءها وسفنها، وكل التفاصيل الجميلة القديمة التي دونها في موسوعته الشاملة عن تاريخ جدة قديما. وأفاد التركي أن جدة تستحق الانضمام لمنظمة اليونسكو نظرا لمعطياتها وأرضها وقدمها.. واضاف، لو قمنا سابقا بتدوين تاريخنا وتراثنا لخرجنا بأشياء جميلة نعكسها للأجيال الجديدة ولعرضها على المسؤولين في المنظمات العالمية، ولكن ينقصنا التوثيق وهذا ماسنتجاوزه مستقبلا. من جهته أوضح شيخ طائفة المفاتيح همام صادق إلى أنه سيشارك في المهرجان القادم بأكبر قفل في العالم، وهو يزن خمسة أطنان، وقام بصنعه وتصميمه بإشراف والده شيخ المهنة السابق محمد بن صادق. وأفاد همام أن موسوعة جينيس قامت بالتواصل معه من أجل حصوله على لقب صاحب أكبر قفل في العالم، ودخول قفله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وأنه كسر به حاجز أكبر قفل في العالم لمصمم هندي. كما أفاد بأن تركي السبحي سيشارك في المهرجان بأكبر سبحة قام بتصميمها وتصنيعها بنفسه وسيشارك بها في المهرجان المقبل. يشار إلى أن المهرجان التراثي يقام بحضور سفراء وقناصل الدول وكوادر من منظمة اليونسكو للاطلاع على ملف جدة القديمة.