يحتفي صاحب الاثنينية عبدالمقصود خوجة بالدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء، الاثنين المقبل، بمناسبة صدور الطبعة الثانية من كتابه «مكتبة مكةالمكرمة قديما وحديثا» من إصدارات مكتبة الملك فهد الوطنية. والإصدار من أهم الكتب التي تكشف ثراء مكةالمكرمة، لمصنفاته النادرة التي تضمنها، فهو من أعظم وأفخم ما كتب عن موضع المولد النبوي الشريف (مكتبة مكةالمكرمة حاليا)، دراسة وتحقيقا. ويعد كتاب «مكتبة مكةالمكرمة» معرضا ضخما للتاريخ الإسلامي، حيث يمتلئ بالصور والنماذج للكتب والمخطوطات والوثائق والمراسلات المهمة في تاريخ المكتبة ومحتوياتها، إضافة إلى الملاحق لصور المخطوطات والمصاحف القديمة النادرة في المكتبة. وجمع الدكتور أبو سليمان في كتابه بين تاريخ وحقيقة المكان الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث تتبع مراحل ذلك المكان الذي أصبح حاليا مكتبة مكةالمكرمة ينهل منها قاصدو العلم والمعرفة، حيث حوى الكتاب على جوانب تاريخية للمكان، إضافة إلى تاريخ المكتبة ومحتوياتها النادرة وأمنائها ومديريها وتراجمهم، وعناية المكيين والمجاورين والعلماء الزائرين لها. ومن هذا، فإن الكتاب يتناول الموقع والتاريخ، الإدارة القديمة والحالية، رواد المكتبة، المكتبات الخاصة، المسهمين في تنمية مجموعاتها وفهارس الكتب المطبوعة، طريقة البحث فيها، مجموعة المخطوطات، تقديم صور من صفحات بعض المطبوعات والمخطوطات النادرة، نماذج لبعض محتويات هذه المكتبة، مميزات المجموعات الخاصة بالمكتبة، والمطبوعات والمخطوطات. يقول الدكتور أبو سليمان في مقدمة الطبعة الثانية: «لقد مضى على الطبعة الأولى لكتاب مكتبة مكةالمكرمة دراسة موجزة لموقعها وأدواتها ومجموعاتها خمسة عشر عاما أو تزيد، حيث طبع 1416ه نفذت نسخ هذه الطبعة منذ سنوات والطلب قائم للحاجة إليه للتعريف بمكان المكتبة ماضيا وواقعها حاضرا وما يخطط لها مستقبلا، بلغ الطلب في إعادة طبع الكتاب حد الإلحاح من المتعطشين إلى معرفة تاريخ هذا المكان المبارك ماضيا، لمكان ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه حاله حاضرا وما يخطط له مستقبلا في خضم التغيير الشامل لمكة القديمة، وبخاصة من يأتون من خارج، حيث يزداد لديهم الحنين والشوق إلى التعرف على الأماكن التاريخية المأثورة والمرافق الحضارية في البلد الأمين، وفي مقدمتها أمكنة النبوة الشريفة في أثناء إقامة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في مكةالمكرمة والتغيير الجذري للمنطقة القريبة من الحرم الشريف». والدكتور عبدالوهاب أبو سليمان أحد أبناء مكةالمكرمة التي ولد فيها عام 1356ه، ونشأ بها وتلقى تعليمه في رحابها، وتتلمذ على أيدي علماء الحرم المكي الشريف، وبخاصة العلامة الشيخ حسن بن محمد المشاط، وحصل على الدكتوراه في جامعة لندن عام 1390ه (1970م)، وعلى دبلوم القانون من كلية مدينة لندن للدراسات القانونية، ورقي إلى أستاذ في الفقه وأصوله في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة عام 1403ه، وعمل معيدا لكلية الشريعة في الجامعة، وأشرف على الكثير من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه، وعين عضوا في العديد من المجالس العلمية والأكاديمية في الجامعة وغيرها، وشارك في الكثير من المؤتمرات العلمية داخل المملكة وخارجها. حصل على عضوية العديد من المجالس خارج الجامعة، فهو عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعضو في جائزة نائف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، واستضافته بعض الجامعات أستاذا زائرا، وله العديد من المؤلفات والبحوث والمقالات المنشورة في الفقه وأصوله، ومناهج البحث، وتاريخ مكةالمكرمة.