تجد في عدد من أحياء جدة بعض الأحواش التي جرى تحويلها إلى مستودعات، وهي بمثابة قنابل موقوتة في أحياء عروس البحر الأحمر. ووصف عدد من الأهالي هذه الأحواش بالمواقع الصامتة التي تثير خوفهم وهواجسهم، لأنها بمثابة شرارة ربما تشتعل في أي لحظة، خاصة أن بعضها يتضمن مواد وسلعا قابلة للاشتعال. ودعا مواطنون إلى ضرورة العمل على تشديد الرقابة لاتباع التعليمات في الأحواش والمستودعات داخل الأحياء السكنية التي تتكاثر داخلها وهو الأمر الذي يقض مضجع السكان، خاصة أنها تنتشر بمساحات كبيرة إضافة إلى عدم مراعاة بعضها اشتراطات السلامة. «عكاظ» قامت بجولة في أكثر من موقع بأكثر من حي، واتضح وجود مواقع بها أحواش ومستودعات، فيما ينمو بجوارها تمدد سكاني وكثافة عالية، واستطلعنا آراء عدد من المواطنين حول هذه الظاهرة وعن مدى تأثيرها وإشكاليتها، قال سالم السلمي: سببت لنا تلك الأحواش مشكلة من ناحية العمالة التي تعد مجهولة لنا ولا نعرفها، إضافة إلى الأدخنة المتصاعدة والتي تضر بيئيا وصحيا، وتابع بأنه من المفترض أن تعالج هذه المشكلة بإخراجها خارج النطاق العمراني أو من خلال تشديد الرقابة وتكثيف الجولات الميدانية داخل الأحياء من قبل البلديات أو الدفاع المدني. فيما تساءل عبدالرحمن المعافي، عن القرار الملزم الذي صدر منذ سنوات بنقل المستودعات أو الأحواش خارج نطاق الأحياء السكنية، مطالبا بتنفيذ العقوبات على من يقومون بتأجير المستودعات على مقاولين بالباطن، وذلك لأن هناك أثرا سلبيا من هذه المواقع. إلى ذلك، بين ماجد السبيعي ضرورة تأهيل المناطق الصناعية لتكون جميع المستودعات أو المصانع أو الأحواش بداخلها، مضيفا بأن مثل هذا التنظيم سيكون بمثابة وصفة علاج لهذه المشكلة المزمنة، خاصة أن مثل هذه الأحواش والمستودعات بداخلها كثافة من العمال وتخزين بضائع بشكل لا يراعي اشتراطات السلامة، وهذا يؤدي في أحيان كثيرة إلى حدوث الحرائق. فيما يبدي تركي الحربي، انزعاجه من تجمعات العمالة داخل هذه المستودعات، داعيا إلى الإبلاغ عن أي أحواش مخالفة. من جانبه، أوضح علي بازيد صاحب مكتب استشارات هندسية، بأن الورش الصناعية بشبك المطار سببت الكثير من الفوضى والزحام ونشرت الأدخنة التي تتصاعد منها مشكلة أضرارا كبيرة، مطالبا بأن يكون هناك تنظيم عمراني بطريقة أفضل، إضافة إلى الرقابة من الجهات المختصة على مثل هذه المخالفات. من جهته، قال مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة العميد سالم المطرفي: إن الأحواش المخالفة تعد مصدرا من مصادر الخطر، إذ يتم استخدام بعضها لممارسة نشاط مخالف كالتخزين واستخدامها كمستودعات أو لوضع بعض الأغراض القابلة للاشتعال كالأخشاب والأثاث التي تسبب الحرائق، مضيفا أنه في حالة ضبط مثل هذه المواقع، فإن دوريات السلامة تقوم بإجراءات تتضمن إنذار الموقع وتغريمه وإخلاءه، بالإضافة إلى الكتابة إلى البلديات، باعتباره يمارس نشاطا بدون رخصة نظامية، وأشار إلى أن هناك العديد من الأحواش التي تستخدم بشكل مخفي ومتستر، وهنا يكمن دور المواطنين في الإبلاغ عنها لعمليات الدفاع المدني لاتخاذ اللازم، ولفت إلى أنه في محاضرة عقدت مع خطباء المساجد تم التنبيه لكي يعطوا تنبيهات للمواطنين في هذا الخصوص، إضافة إلى التنبيه لعمد الأحياء من خلال الندوة التي عقدها معهم الدفاع المدني.