يؤرقني كثيرا تزايد عدد الشباب السعودي الذي يتدفق على المنظمات التي تسمي نفسها بالجهادية زورا وبهتانا في كل من العراق وسوريا واليمن.. وتلصق أفعالهم المشينة بالمملكة بالرغم من معرفة العالم كله أن هذه البلاد تحتكم إلى كتاب الله.. وسنة رسوله وإلى وسطية الإسلام.. وأنها أول من استهدفت بالأعمال الإرهابية من قبل الطغم الشريرة .. وأنها تكره التشدد بكل أشكاله وألوانه وتدخل في حروب مفصلية مع كل من يلوث عقول أبنائنا الصغار ويدفعون بهم إلى الموت.. وإلى المشاركة في تلك الأعمال المرفوضة من الجميع.. وتسعى بشتى الطرق إلى تجفيف المنابع التي تمد هؤلاء بالحياة وبالإنفاق على عملياتهم الإجرامية.. وتضرب بيد من حديد على يد كل من يمولهم سواء كان ذلك بجهل منهم أو بحسن أو سوء نية لأننا ندرك مدى خطورة هذا الدعم لهؤلاء الجناة على حياة هؤلاء الشباب المغرر بهم.. ثم على الوطن بعد كل ذلك لأننا لسنا مستعدين لأن نتحمل سوءة هذا الفكر الظالم والمظلم بعد أن تعود إلينا بعض هذه العناصر في يوم من الأيام.. وتعود بهذا الفكر المأزوم كذلك .. صحيح أن وزارة الداخلية لم تقصر في تنظيف بلادنا من هذا الفكر الظلامي الأسود.. لكن الأكثر صحة هو أنها بحاجة إلى تعاوننا معها.. آباء وأمهات ومؤسسات تعليمية وإعلامية ودعوية حتى نوقف هذا التيار الجارف من التمدد والاستمرار.. وفي تشجيع الآلاف من صغار السن لمغادرة البلاد والانخراط في تلك المنظمات الممقوتة في أعمالها وفي اجتذاب المزيد منهم.. وتعريضهم للموت في كل لحظة .. إننا بحاجة إلى يقظة المنزل والمدرسة والمجتمع للحيلولة دون خروج أبنائنا من بلادنا والتحاقهم بمنظمات الموت بدعوى الجهاد.. وإلا فأين هو الجهاد ؟ ولصالح من تتم مشاركتهم في منظمات تمولها إيران وتشجعها أطراف جبلت على تغذية الفوضى في المنطقة واستخدام هذه المنظمات القائمة على الكراهية والقتل وسفك الدماء لتحقيق أهدافها واستراتيجياتها البعيدة المدى.. وتدميرها للشخصية العربية وتشويهها لصورة الإسلام والمسلمين. إن المؤامرة التي تتعرض لها بلادنا متعددة الأغراض.. ومتدرجة في سعيها إلى تفكيك مجتمعنا وتحويل معظم شبابنا إلى وقود لمعارك خاسرة في النهاية وإن كان تأثيرها ليس هينا على كياننا.. بل وضد أمتنا وعقيدتنا .. ولكم أتمنى أن نسمع عن عقوبات أشد من الأحكام التي تصدر حتى الآن على من شجع ويشجع هؤلاء الشباب على مغادرة البلاد ومشاركتهم في تلك المنظمات الحاقدة وتسخيرهم لخدمة أهداف الغير .. كما أتمنى أن نكون أكثر تشددا في التصدي لظاهرة الخروج من البلد لصغار السن وأن نكون أكثر تحوطا في إجراءات سفرهم عبر جميع المنافذ البرية والجوية حتى نوقف حالة تدفقهم إلى تلك الدول وغيرها.. ونمنع كل التحويلات المشبوهة لهم إن وجدت.. فالأمر تجاوز مداه وبات يهدد بلادنا أكثر مما يهدد الدول والمجتمعات الأخرى .. ضمير مستتر: من يغرون صغارنا للذهاب إلى الجحيم قتلة ومجرمون.