المتتبع للضربات الساحقة والضربات الاستباقية التي وجهها رجال أمننا وأسود الوطن لجرذان الإرهاب المختبئة في جحورها، يلاحظ وبوضوح قوة هذه الضربات وفاعليتها في الحد من الجرائم الإرهابية والتي تهدف لتدمير الوطن وقتل المواطن وإفساد التنمية الشاملة التي نعيشها في هذا الوطن المبارك. ومع فاعلية هذه الضربات ومع عدد من قتل من أفراد الفئة الضالة وجرح عدد منهم والقبض على البقية وتتبع من فر منهم أمنيا وإعلامياً وهروبهم المستمر من أي تجمعات ومجتمعات، فالسؤال الكبير الذي يلاحظ مع كل هذه الأمور أننا مازلنا نرى عدداً من شبابنا يدخل في هذا الجحيم وفي هذه البؤرة الفاسدة، فما هي الأسباب في التحاق هؤلاء الشباب بهذه الزمرة التي تبث فشلها وتهدم جدرانها وفقر وضحالة فكرها؟ هنا لابد من وقفة جادة لمحاسبة النفس ماهو الخلل الذي يدعو الشباب للهرب للجحيم حيث الموت والقتل والسجن والظلام، حيث السمعة السيئة والوصمة الاجتماعية الدنيئة فلم نجد شاباً يفاخر أنه عضو في هذه المنظمات الإرهابية، ما هي أسباب هذه الاعوجاج أو الثغرة في مجتمعنا والتي تدفع بعضا من شبابنا للهرب من الواقع. حتى نعالج الجرح قد يؤلم العلاج قليلا وحتى تجرى عملية جراحية قد تحس بالألم ولكن الألم بحد ذاته ليس المقصود ولكن العلاج هو المقصود وهنا لعلنا نعري الجرح لنرى الأسباب التي دعته لعدم الالتئام بعد. أحد خصائص مجتمعنا انا مجتمع شاب صغير السن حيث أن أكثر من 60٪ من سكان المملكة في سن الشباب، وكذلك كل من قبض عليهم من الفئة الضالة هم وللأسف في سن الشباب، اذا هنا أحد المكامن ماذا أعددنا للشباب لحمايته من الفكر الإرهابي والذي يقوده للسلوك الإرهابي. التربية والتنشئة الأسرية لها علاقة كبيرة بالإرهاب فعندما يشاهد الطفل أو يمارس عليه عنف داخل المنزل يهرب للبحث عن مصدر حماية خارجه وهنا قد يتلقفه افراد الفئة الضالة، كذلك البيت المهمل حيث لا يعلم الوالدان بحال الابن ومع من يسهر وأين يسافر وأين ينام، هنا دور للوالدين قد أهملاه وتركاه ثم يأتي الوالد ليقول والألم يقتله انه تفاجأ بأن صورة ابنه في الإعلام كأحد أفراد الفئة الضالة، فهل دخل لهذه الفئة الضالة فجأة.. لا انما هي تربية وتسيب وإهمال فيها. الشاب الصغير داخل المدرسة عندما يحاول الهرب منها أو عندما يحضر للمدرسة تعلو وجهه كدمات من عنف في المنزل، للأسف المدرسة تعلم ولكن أين دور المدرسة الاجتماعي والتربوي، تفرح إدارة المدرسة عندما يترك المدرسة طفل مزعج سيئ الأخلاق ولكن هذا الطفل يهرب للمجتمع لينفذ سمومه فيه، عندما يهرب الطفل من المدرسة هو يهرب للشارع.. ،يجب ألا ننسى أن عدداً كبيراً من أفراد الفئة الضالة لهم سوابق جنائية مختلفة، هناك فئات من شبابنا هربت من المدرسة ولا ترغب فيها مطلقاً، وهنا دور المجتمع بمؤسساته المختلفة لاحتواء هؤلاء الشباب واعطائهم دورات فنية في الكهرباء والحاسب والسيارات وغيرها كثير ولا مانع من ان يصرف للطلاب ليتعلموا هذه المهن وبسخاء، أن نعلم الشاب الهارب من المدرسة مهنة شريفة يكسب منها خير لنا جميعا كمجتمع من أن ينحرف هذا الشاب ونصرف عليه دماء قلوبنا وهو في السجن، أو أحد أفراد الفئة الضالة، وهذا الشاب الهارب من المدرسة هو أحد عوامل الجاذبية الإرهابية. أتمنى إيجاد اخصائي اجتماعي في كل مدرسة دوره فعلا معالجة مشاكل الطلاب الفردية قبل أن تتحول لمشاكل اجتماعية وربما تنظيمات إجرامية، المرشد الطلابي في المدرسة دوره محدود بالمقصف وغيره ولكن يجب ان يكون في المدرسة أخصائي اجتماعي لعلاج مشاكل الطلاب مع المدرسة ومع المنزل ومع الشارع وقبل هذا كله مع الشاب نفسه لأن كثيراً منهم لديهم تراكمات نفسية واجتماعية جعلته يهرب من المجتمع لمجتمع آخر منحرف فكريا وسلوكيا وقد لا يهرب للارهاب ولكن احيانا لجماعات مخدرات أو سرقات أو غيرها، والمدرسة من مناطق الجذب للإرهاب اذا لم يحسن ادارتها ويجب أن يكون لها دور كبير خاصة دورها الوقائي.. وقد تكون للأسف المدرسة عامل مساعد للإرهاب، المدرسة تعتبر أخطر المؤسسات الاجتماعية مع الأسرة، المعلم له دور فاعل في صياغة وتشكيل عقول الصغار، ويجب عليهم عدم التركيز على جلد الذات وعدم دفع الصغار للاخطار، فالمعلم الصالح هو من يقدم خدمة وأمن الوطن وخدمة أسرة الطالب قبل كل شيء، للأسف قلة من المعلمين يدفعون بطلابهم «للهجرة» أو الذهاب للجبهات لقتال الكفار وهذا يحتاج لفقه كبير وعلماء ثقات ومرجعيات دينية مثل هيئة كبار العلماء ومجلس القضاء الأعلى وغيرها ويجب على المعلم الابتعاد عن هذه الأفكار المشبوهة ولو طلب من المعلم أن يذهب بنفسه او يرسل أولاده هناك لرفض، ولكن لا مانع من أن يدفع هؤلاء الشباب الصغار ويغسل أدمغتهم للهرب من مجتمعهم للجبهات حيث الدم والموت.. المدرسة يجب أن يكون لها دور ايجابي أكثر، للأسف ما زالت مدارسنا في غالبيتها تتعامل مع الإرهاب وكأنه في كوكب آخر غير وطننا وأتمنى أن كل مدرسة تجعل من الإرهاب والإرهابيين قضيتها اليومية، تطرح في الطابور الصباحي وفي الفسحة وفي الصحف المدرسية وفي المسابقات المدرسية وكل اسبوع يسمى باسبوع أحد شهداء الوطن بحيث يشعر الطالب انه جزء من الوطن وجزء من المشكلة وأن هذا قدره وانه لابد من التعامل مع الإرهاب ايجاباً. أتمنى أن يشعر الطالب برموز الوطن مثل علم الوطن ويوم الوطن ومؤسس الوطن وأمن الوطن وغيرها من الرموز التي يجب أن يعيشها الطالب في يومه الدراسي مثل ما يعيش مع الرياضيات أو البدنية أو القواعد وغيرها من المواد والنشاطات. عندما نحاول علاج الفكر المنحرف في المدرسة يجب قبلها نشر الفكر المعتدل وعندما نطالب ببرامج لتدعم برامج مكافحة الإرهاب يجب أن ندعم البرامج التي تربي النشء - التربية الصحيحة.. هل هذا يحصل؟ أتمنى ذلك. يجب أن نفخر ونعتز اننا مجتمع متدين محافظ فهذا هو التركيب الاجتماعي لمجتمعنا وهذا منة ومنحة لنا من رب العالمين ولكن يجب أن نعلم أولادنا اننا لا نستطيع حل مشاكل العالم أجمع، القنوات الفضائية والانترنت وعدد من الصحف والكتب والمعلمين والمعلمات والواعظين وغيرهم أحب ما يتكلمون عنه هو جلد الذات واننا مجتمع سيئ غيرنا افضل منا ونحن في مؤخرة الركب وغيرها، يجب أن نبتعد قليلا عن جلد الذات ويجب نشر الفكر الايجابي ونشرح روح المرح والسرور بين الناس، نحن للأسف مجتمع يحب البكاء واذا ضحك الشخص منا خاف من عواقب الضحك، وهذه الثقافة (ثقافة الحزن) منتشرة عندنا بكثرة وبعمق، مشاكل العالم الإسلامي تعرض في خطب الجمعة باسلوب حماسي، هناك عدد من المراهقين ممن يستمع الخطبة وليس لديه فقه الجهاد وفقة طاعة الوالدين وفقه طاعة ولي الأمر، ومع جلد الذات السابق ذكره بأننا مقصرون واننا سبب انهيار الأمة هذا الشاب يهرب للجهاد ليدافع عن المظلومين والضعفاء وهذا نبل تنقصه الحكمة.. نحن أبناء الوطن هم من شحن هؤلاء الفتية للهروب لأماكن الحروب.. وكنت أتمنى من مرجعياتنا الدينية القيام بجهد بيان الأحكام في النوازل التي تصيب المسلمين بوضوح وشفافية مثلا ما خصل في افغانستان عندما تتقاتل فئات من الأفغان وكل يسميه جهاد هل هو جهاداً، أهل الحاصل في العراق جهاد أم لا؟ وغيرها كثير والمستقبل يحمل في طياته الكثير. بلا نقاش ان أحد عوامل الجذب للإرهاب له العديد من الدول الاسلامية والعربية لغزو جائر وظالم ولكن هل الحل ان يذهب صغار السن للجبهات ويتعلم الشاب السلاح وللأسف يتربى ويتعلم ثقافة من أناس معروف حقدهم وكرههم لهذه البلاد وأهلها ثم هم يزيدون هذا الشاب الصغير شحناً عاطفياً ويعلمونه حمل السلاح والتفجير ويعبئون عقله انه لابد من ان يبدأ الجهاد في وطنه المملكة قبل الجهاد هناك في الجبهات، وهنا دور المرجعية الدينية لإيضاح الصورة. مشكلة اخرى مع الجاذبية الإرهابية انه كما ذكر غالبية سكاننا هم من الشباب والشباب لديه طاقة كبيرة ووقت فراغ، وهنا جزء مهم من المشكلة وهو وقت الفراغ ومن الضروري القضاء عليه بالمفيد من الأنشطة مثلاً، اتمنى ان تقوم كل امانة وبلدية بعمل ملاعب للشباب داخل الأحياء كذلك خيمة او صالة للجلسات الاجتماعية والسمر والكلام الطيب. لأن يقضي الشاب جزءاً من وقته داخل الحي للعب الكرة او في جلسة معروف اهدافها ومؤتمنة خير من ان لا نعرف اين يقضي وقته ومع من. كذلك يجب ان نشجع العمل الجزئي وهو ان يعمل الطلاب بعد العصر وفي المساء في المحلات التجارية والشركات والمؤسسات نصف العمل بنصف الأجر، هنا نكسب عدة امور مهمة لعل منها ان الشاب يكسب مالاً وهذا يقوي شخصيته ويزيد دخله ودخل اسرته ويقضي على وقت الفراغ لديه. كذلك آمل ان تفتح المدارس ابوابها بعد العصر وفي المساء لإعطاء دروس للتقوية التي تقوم بها الأسرة ونشاطات لا صفية مثل جماعة للرحلات وأخرى للمسرح وثالثة لتحفيظ القرآن ورابعة للرياضة والرسم والنحت وتعليم امور منها الكهرباء والسباكة وميكانيكا السيارات. مدارسنا تعمل 6 ساعات من 24 ساعة وأتمنى ان تعمل على الأقل نصف الوقت بشرط ان يقوم بهذه النشاطات مدرسون ومدربون ثقات لا يخاف على الشباب منهم، هنا نقتل وقت الفراغ والذي هو احد الأمور لجذب الشباب للانحراف والذي الإرهاب احد انواعه. ايضاً اتمنى من انديتنا الرياضية ان تساهم بشكل فعال وإيجابي في احتواء الشباب وأن تقيم لهم دورات رياضية مختلفة، وأن تمتص حماسهم وتقضي على وقت الفراغ لديهم بنشاطات رياضية مختلفة. للأسف الشديد انديتنا الرياضية مثلها مثل المدارس تعمل بأقل من طاقتها مع ان لديها بنية تحتية ممتازة، وهي بهذه البنية تستطيع ان تلعب ادواراً مهمة في احتواء الشباب والقضاء على وقت الفراغ لديهم بنشاطات فكرية وثقافية ورياضية مختلفة، وهنا احد عوامل الجاذبية الإرهابية. احد عوامل الجذب للإرهاب والجماعات الإرهابية هو عدد من المواقع المشبوهة في الإنترنت والتي تضخم الأخطاء وتتصيد الشباب وتعلمهم كيف يحمل السلاح والتفجير وتعلمه استراتيجيات المواجهة مع رجال الأمن. وهنا لابد من عدة نقاط لوضع الأمور في نصابها ومنها ان اصحاب مقاهي الإنترنت مسؤولون عن اي عميل يدخل اي مواقع مشبوهة مثلاً يجب على صاحب المقهى ان يكون لديه شاشة مركزية يستطيع من خلالها متابعة جميع الشاشات في المحل، كذلك آمل ان يفرض على كل صاحب مقهى ان يأخذ رقم هوية من يدخل عنده للدخول للإنترنت فهذا يسهل الرجوع اليه بعد فترة وهذا ايضاً يجعل من يدخل مواقع مشبوهة يفكر مراراً قبل الإقدام على مثل هذا التصرف. على الأسرة ان تهتم عند وجود الانترنت في المنزل فإما أن يراقب مراقبة جيدة او ان يمنع وكما يقال «باب يجيك منه ريح سده وأستريح». الانترنت للأسف فتحت علينا ابواب شر كثيرة ويجب مراقبتها مراقبة شديدة قبل ان يستفحل الداء ويصعب الدواء. كذلك آمل من الجهات المختصة توظيف عدد من الشباب من هواة الانترنت لملاحقة المواقع المشبوهة وتدميرها او على الأقل الإبلاغ عنها والدفع لهم بسخاء نظير اوقاتهم وجهودهم.. كذلك آمل ايجاد مواقع كثيرة تدافع عن الوطن ورجال الوطن حتى يتعزز الفكر الوطني وحتى تصبح المواقع الفاسدة اقلية.. كذلك كنت اتمنى ان تعلن عقوبات من يتعامل مع المواقع الخطيرة والفاسدة بأن من يثبت تورطه في هذه المواقع فسوف يعاقب بأي عقوبة كانت بحيث نقوي وازع العقوبة والتي لها دور فاعل في منع الجريمة كما يعرفه اهل الجريمة. كذلك احد عوامل الجذب للإرهاب ضعف فكرة المواطنة والعمل للوطن وحب الوطن وهنا نحتاج لتربية حقيقة منذ الطفولة ليتربى الإنسان على ان حب الوطن ليس كلاماً انما يجب ان يقترن بالفعل وهذا يتمثل في امور كثيرة فالحفاظ على امن الوطن من حب الوطن وطاعة ولاة الأمر من حب الوطن والتبليغ عن مشبوه من حب الوطن كما هي التقيد بإشارات المرور وعدم رمي المخلفات وأن كل مواطن سعودي ممثل لهذا الوطن هو من حب الوطن. للأسف لا يعرف الكثير من شبابنا قيمة الوطن لأنه ولد وتربى في امن ورغد عيش ولم يجرب الحروب والنكبات وهنا تأتي التربية الوطنية ويجب ان تفعّل في مناحي كثيرة جداً ليس هذا وقت ذكرها. ويجب دخول التربية الدينية في بيان جواز حب الوطن وأن للوطن حقاً على ابنائه وان محبته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة «لأنتي احب البقاع على نفسي» اوكما قال عليه السلام. ويجب بيان انه ليس هناك تضارب وتصادم بين حب الوطن والدين وإنما يكمل بعضهما بعضاً، وأن هذا الوطن هو اصل الإسلام وقوته ونبعه واليه يعود عند قيام الساعة وأن قوة هذا الوطن قوة للإسلام والعكس صحيح. من مناطق الجذب للإرهاب كذلك التجمعات المشبوهة والاستراحات والمزارع البعيدة عن العمران، وهذا يتطلب جهوداً امنية كبيرة ولكن هنا يجب ان يتحمل عمدة الحي مسؤولية كاملة ويجب ان يكون لديه ملفات بجميع سكان الحي والمزارع وغيرها ويجب ان نعترف ان قوات الأمن ليست قادرة لحل اشكاليات المجتمع لوحدها ولكن يجب ترابط وتعاون الجهات الأخرى وأهمها العمد لمعرفة السكان والمترددين وكذلك المكاتب العقارية لمعرفة من يستأجر المنازل والاستراحات والمزارع كذلك المدارس وأهم منها المساجد لان انتشارها اكبر من المدارس فيجب على امام المسجد معرفة جماعته والوجوه الغريبة في الحي والتحركات المريبة والمشبوهة، لا نريد للإمام او المؤذن ان يكون عسكرياً ولكن نريده مواطناً صالحاً يدافع عن وطنه الأم كما يدافع عن منزله الصغير والمواطن اهم من المنزل بكثير. كذلك من مناطق الجاذبية الإرهابية هي فكرة الاغتراب والغربة الثقافية والاجتماعية، فبعض شبابنا ومراهقينا يعيشون غربة وهم داخل الوطن، ويعرف العديد من اساتذة الجريمة ان فكرة الغربة الاجتماعية لها علاقة بالجريمة والإرهاب. والاغتراب بشكل مبسط هو هروب الشاب من مجتمعه الكبير لمجتمعات صغيرة وفي احيان كثيرة مشبوهة، هنا تتحول الثقافة العامة للمجتمع لثقافة اخرى جديدة، ثقافة منحرفة دخيلة. وهناك عدد من الثقافات للغربة الاجتماعية منها على سبيل المثال ثقافة تعاطي المخدرات والخمور وثقافة الإرهاب وثقافة الفكر الضال. وهنا يأتي دور مؤسسات المجتمع ككل للقضاء على هذه الظاهرة وأولها بالطبع الأسرة تليها المدرسة ثم المسجد ثم المنظومة الأمنية ثم الجيران والحي وغيرها.. يجب علينا جميعاً التصدي لهذه البؤر الفاسدة داخل وخارج احياءنا ومدننا لأنها وللأسف تعج بفكر وثقافة منحرفة يتجه نتاجها للمجتمع الكبير بعواقب تدميرية وخيمة. وأحياناً يعيش الشاب وسط اسرته ولديه غربة اجتماعية وثقافية، فهو بعيد كل البعد عن الجو العام للأسرة. ومن مناطق الجاذبية الإرهابية الفقر، والفقر مع البطالة والفكر الضال تقود الإرهاب. ولكن معالجة الفقر تحتاج لاستراتيجيات كبيرة ومعقدة وهنا لابد من كلمة شكر وتقدير للقيادة التي بدأت جدياً في حل مشكلة الفقر بعدة مستويات لعل منها زيادة الضمان الاجتماعي والمساكن الشعبية ومؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي وغيرها. وهنا اطمح لمزيد من فرص العمل على عدة مستويات اولها تشغيل الفقراء ومن ليس لديهم تعليم او اميين وهنا اتمنى شفافية وقوة في الطرح.. كنا في الماضي القريب اي فقير يكسب دخله بسهولة بواسطة سيارات الأجرة ولكن وللأسف حالياً هناك الآلاف من سيارات الأجرة يقودها اجانب من الهند والباكستان وبنغلاديش وغيرها كثير وأبناء الوطن يتفرجون على كسرة الخبز تؤخذ من اياديهم حيث ان المواطن السعودي لابد من ان يعيش في مستوى معيشة هذا البلد والمعيشة عندنا ليست رخيصة وهذا المواطن يعول اسرة، فمن الصعب عليه مجارات هؤلاء العمالة، وأتمنى من قرار سياسي واضح وقوي يعيد الأمور الى نصابها، حيث نرى سائق الأجرة السعودي بدلاً من الغريب. كذلك من عوامل الجاذبية الإرهابية اصدقاء السوء وهم من يزين للشاب اموراً خطيرة وقاتلة ولهم تأثير سحري في عقل الشاب. اصدقاء السوء يسهلون ويزينون للشاب الانحراف والجريمة والإرهاب وهذا دور الأسرة الأساس للتأكد من اصدقاء ابنها، وللأسف الشديد عامل الأصدقاء يعتبر من اهم وأكبر العوامل المؤدية للجريمة عموماً والإرهاب خصوصاً. والأصدقاء يدفعون الشاب لارتكاب اعمال لا يجرؤ على عملها وحيداً، والأصدقاء هم احد عوامل الجاذبية الإرهابية. في الختام يجب الحذر من عوامل الجاذبية الإرهابية والتي تساعد على إتلاف عقول شبابنا بانخراطهم في هذه المنظمات الإرهابية. وكما ذكر اهم هذه العوامل الأسرة سواءً اتصفت بالإهمال او بالعنف، والمدرسة التي لا تؤدي رسالتها الصحيحة، والإنترنت، والحي، والأصدقاء، والبطالة، والفقر. وعلينا جميعاً كمجتمع وكأفراد الاتحاد والالتفاف حول الوطن وقيادته للنفاذ من هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا اسأل الله تعالى ان يحفظ وطني وطن المحبة والخير والعزة المملكة العربية السعودية تحت قيادتها الرشيدة وأن يرد كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين في نحورهم ليبقى هذا الوطن عزيزاً شامخاً منارة للهدى والتقى والخير والأمن والأمان. والحمد لله اولاً وأخراً. ٭ استاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة المشارك وكيل اللغة العربية والدراسات الاجتماعية جامعة القصيم