لم يدر بخلد أبناء عبده محمد عقيلي الزيلعي وعددهم 22 فردا بين ذكور وإناث، انهم سيعيشون يوما حياة التشرد والركض خلف تصحيح أوضاعهم داخل وطنهم، بعد أن عاشوا حياة مستقرة لسنوات طويلة والتمتع بكامل حقوقهم في المواطنة. بدأت فصول مأساة الأسرة كما جاءت على لسانهم، قبل 25 عاما عندما تقدم شخص مجهول بادعاء كيدي يحمل صورة من جواز سفر أجنبي مدعيا على والدهم بأنه غير سعودي ومن مزدوجي الجنسية، ومنذ ذلك التاريخ تحولت حياة الأسرة إلى رحلة طويلة من العذاب وركض مستمر سعيا لإثبات حقهم في وطن لا يعرفون غيره. وأوضح ل «الأسبوعية» كل من محمد وعيسى عبده الزيلعي، أنهم كانوا افرادا صالحين في المجتمع حتى عام 1990م عندما تقدم مجهول ببلاغ كيدي يدعي حصول والدنا على جنسية اخرى، ودخل على اثرها السجن في جدة لمدة عام ونصف بتهمة ازدواجية الجنسية، وبعدها تم الافراج عنه بكفالة، مشيرين إلى ان والدهم لا يعلم بأمر الجواز الذي سجن بسببه، وأن الدعوى التي اقيمت من شخص مجهول قدم صورة من جواز السفر وليس الاصل. وأضافوا «بعد إطلاق سراح الوالد بالكفالة، طلب منا تسليم بطاقات الهوية الوطنية وسجل الاسرة وتم التحفظ عليها دون صدور أي حكم بذلك»، مشيرين إلى أن والدهم بات حاليا رجلا طاعنا في السن ولا يتذكر أي شيء عن تلك القضية. وذكر علي الاخ الاكبر لعيسى، انهم من سكان محافظة ظلم في تلك الفترة وبعد هذه القضية غادرت ظلم واستقررت في جازان، وقال «لم يراجع والدنا الدوائر الحكومية وقتها بعد أن يئس من طول مدة انتظار موعد الجلسات التي لا تقل عن عام كامل أحيانا، ورفعنا ثلاثة خطابات استرحام لإمارة منطقة جازان التي أحالت المعاملة للأحوال المدنية والتي بدورها حفظت المعاملة». وأضاف «تقدمنا بخطاب استرحام الى المقام السامي، وبعد فترة وجيزة جاء الرد بتصحيح اوضاعنا واستبشرنا خيرا وقمنا بمراجعة جوازات صبيا وتم تحويلنا لجوازات أبو عريش وطلب منا مشهد من شيخ شمل قبيلة الزيلعة بالقنفذة بقرية مخشوش ورفض الشيخ اعطاءنا مشهدا لأنه تولى منصبه حديثا بعد وفاة والده»، مشيرا إلى أنهم كانوا على تواصل تام بوالده وكان على معرفة بهم، إلا أن هذا التواصل انقطع بسبب انشغالنا بالقضية، وقال «افاد الشيخ في وقت لاحق بخطاب إلى الجهات المختصة بأننا من الفخذ والقبيلة ولكننا غير معروفين لديه، ولهذا السبب تم رفض دعوانا في المطالبة بحقوقنا». وبين علي الزيلعي أنهم غادروا منطقة جازان واستقروا بمكةالمكرمة، مشيرا الى أنهم حتى يومهم هذا لا يتمتعون بحقوقهم السابقة ما حدا بهم الى استخدام صور هوياتهم القديمة ولا يتمتعون بحقهم في التعليم أو تلقي العلاج ويقضون جل وقتهم في العمل في مساعدة الحجاج والمعتمرين بعربات نقل العجزة لتوفير قوتهم اليومي. ويضيف «تعرضنا لحالات الايقاف في مراكز عدة وتأتي والدتنا لتكفلنا، وتسببت تلك القضية في حرمان أربع من اخواتي المتزوجات من الإضافة في هويات ازواجهن، مطالبا الجهات المعنية بالنظر في قضيتهم وإيجاد حل عاجل لمعاناتهم المستمرة منذ ربع قرن على حد قوله. من جانبه، افاد الناطق الاعلامي لوكالة الاحوال المدنية بالرياض محمد الجسار أنه سوف يتم النظر في قضية عائلة الزيلعي ودراسة الموضوع بعد الاطلاع على كافة الاوراق ومعرفة الحيثات والملابسات.