أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الخطوات تتسارع حاليا من أجل التواصل بين حركتي «فتح» و«حماس» من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية. ويرى المراقبون أن الإجراءات التي اتخذها إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالإفراج عن عدد من المعتقلين من أبناء حركة «فتح» والسماح لمسؤولين في الحركة وعناصر غادروها بعد أحداث 2007 التي أحدثت الانقسام الفلسطيني، وكذلك الاتصالات الهاتفية التي جرت بين هنية والرئيس محمود عباس خلال الفترة القصيرة الماضية، تعد مؤشرا على اقتراب ساعة المصالحة الفلسطينية. وفي الإطار، ذكرت مصادر فلسطينية صباح أمس، أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، التقى في الدوحة برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يوم الاثنين الماضي. وذكرت المصادر أن الرجوب حمل إليه أفكارا جديدة من الرئيس محمود عباس، من أجل إنجاز المصالحة، ومنها تشكيل حكومة توافقية لمدة 6 أشهر، والاتفاق على برنامج سياسي وإجراء الانتخابات بكل أشكالها. ولم تحدد المصادر المدة الزمنية لإجراء الانتخابات وهل ستكون خلال الأشهر الستة أم بعدها. وقال مشعل: إن حركة حماس ستدرس أفكار الرجوب التي حملها، وسترد عليها خلال عدة أيام، مؤكدا للرجوب أن الأجواء داخل حماس هي الآن أفضل نحو إنجاز المصالحة، خاصة قيادة حماس في قطاع غزة، والتي باتت أكثر إيجابية ويعملون على تطوير موقفهم من أجل الاتفاق. ويتضح من الأفكار الجديدة، أن فتح تخلت عن شرطها بضرورة تطبيق ما تم الاتفاق عليه، وسبق أن أعلنته بلسان الرئيس عباس، أن مدة الحكومة لن تتجاوز 3 أشهر، تجري بعدها انتخابات مباشرة، وأن يصدر الرئيس عباس المرسومين في نفس اليوم. من جهته، أكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المسؤول عن ملف المصالحة مع حركة «حماس» أنه سيقوم بزيارة قريبة لقطاع غزة من أجل استكمال جلسات الحوار والمصالحة، بعد أن أوعز له الرئيس عباس بذلك، مضيفا أنه على اتصال مستمر برئيس حكومة غزة إسماعيل هنية لترتيب موعد الزيارة. وأوضح الأحمد، إننا لسنا بحاجة لجلسات حوار جديدة، وإنما علينا تطبيق ما تم الاتفاق عليه ب(القاهرةوالدوحة) على أساس تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتأجيل مسألة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، لأن الأجواء غير مهيأة حاليا، وهو ما ترفضه «حماس»، حيث تطالب بتطبيق ما تم الاتفاق عليه بالدوحةوالقاهرة كرزمة واحدة والتوقف عما أسمته بالانتقائية. وأشار الأحمد، إلى أن الاتصالات بينه وبين عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق استؤنفت بعد اللقاء الذي جرى في الدوحة مع خالد مشعل، مشيرا إلى أن موقف فتح كان واضحا في هذه الاتصالات بأننا لسنا بحاجة لحوارات جديدة.