يعيش أهل جدة وزوارها خلال إجازة منتصف العام الدراسي مع مهرجان جدة التاريخية الكبير والذي تتجدد فيه الرؤى والأفكار ويحكي الكثير عن عادات وتقاليد أهلها. وخلال التجول في الشوارع والبرحات يشاهد الزائر العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية، حيث تعرض الحرف المختلفة القديمة والمشغولات اليدوية لأهل جدة، كما يمكن للزوار تناول المأكولات والمشروبات الشعبية. ويحظى الزائر للمهرجان بمشاهدة والمشاركة في الألعاب الشعبية التي تشارك فيها العديد من الفرق. أما المشاريع الجديدة فقد تم ترميم عدد من المباني وبعضها فتح أبوابه للزوار منذ أشهر مضت ومنها: متحف ومقعد جدة وأيامنا الحلوة - والذي يقع بجانب بيت نصيف ويضم مجموعة نادرة من المقتنيات والصور والوثائق التاريخية. بيت التراث والفنون - ويقع بجانب مسجد المعمار ويعرض العديد من الأفلام الوثائقية وكذلك الصور والرسومات والمقتنيات ويقوم بذلك مؤسسة رحال للسياحة. معرض هدية من جدة ومقعد ابو نادر - في شارع أبو عنبة وبه العديد من الهدايا التذكارية عن جدة التاريخية إضافة إلى بعض التحف والصور. وقد جذبت جدة التاريخية مؤخرا العديد من الرسامين والمصورين ومنهم الفنان هشام بنجابي والذي افتتح قبل أشهر مرسما جميلا بعد أن قام بترميم أحد البيوت، ويحتوي المرسم على عدد من الصور والرسومات الرائعة.كما تفتح بعض المشاريع الجديدة أبوابها للزوار ومنها بيت باديب (سلامة سابقا) والذي أنهى ترميمه قبل أشهر وتم فرشه كنموذج للبيت الحجازي، كما يقيم الفنان سامي بستاني به معرضا للصور والرسومات الخاصة بجدة التاريخية. ومن مفاجآت المهرجان ولأول مرة فيشارك نادي جدة للكوميديا ذو الشعبية الكبيرة بعروض يومية في برحة البستاني بحارة المظلوم. وقد خصصت لجنة المهرجان مسارين للأنشطة والفعاليات والزيارات أحدهما من باب جديد وعبر شارع أبو عنبة وحتى بيت نصيف. والآخر من شارع الملك عبدالعزيز مرورا بشارع البنط وقابل ثم سوق العلوي وحتى باب مكة. ومن المزايا الجديدة للمهرجان توفر الإرشاد للزوار عن طريق مجموعة من الشباب والشابات. نتمنى أخيرا أن يثمر هذا المهرجان في توعية الكثيرين لتراث جدة التاريخية وأن يقدم العديد من الملاك والجهات المعنية لترميم باقي مباني جدة التاريخية لتعود مرة أخرى منارة إشعاعية لتاريخ عريق.