أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في تصريح ل«عكاظ» أن محادثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت إيجابية ومتميزة للغاية ومثمرة، وعكست حرصه على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع باكستان في الميادين السياسية والاقتصادية والاستثمارية. وقال في حوار أجرته «عكاظ» إنه تلمس من خادم الحرمين الشريفين حرصه الشديد على تعزيز التضامن الإسلامي وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الاسلامية. مؤكدا أن الملك عبدالله رائد مبادرات السلام وشديد الحرص على الاستقرارين الإقليمي والعالمي. وأضاف شريف، الذي زار المملكة في اليومين الماضيين والتقى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، أن المباحثات مع خادم الحرمين كانت إيجابية، شملت أكثر من مجال حيوي بالنسبة للبلدين، مؤكدا ضرورة تواصل التنسيق مع المملكة. خصوصا في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية، ما يتطلب تعزيز التشاور لمواجهة التحديات الخارجية... فإلى تفاصيل الحوار: التقيتم خادم الحرمين الشريفين.. كيف تصفون اللقاء وماذا تخلله؟. - إن أكثر ما يمكن وصف اللقاء مع خادم الحرمين والمحادثات التي أجريتها بأنها إيجابية وجوهرية للغاية ومثمرة، وعكست هذه المحادثات حرص الملك عبدالله وكذلك حرصي الشديد على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع باكستان في الميادين السياسية والاقتصادية والاستثمارية. وفي الواقع كما عهدت الملك عبدالله، فقد تلمست حرصه المعهود على تعزيز التضامن الإسلامي وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الاسلامية. لاسيما أن خادم الحرمين هو رائد مبادرات السلام وشديد الحرص على الاستقرار الإقليمي والعالمي. ما هو أبرز ما تم الحديث عنه وما تم الاتفاق عليه؟. - شملت المحادثات أكثر من مجال حيوي بالنسبة للبلدين، وكانت النتيجة ضرورة التواصل والتنسيق المشترك مع المملكة، خصوصا في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية، ما يتطلب تعزيز التشاور لمواجهة التحديات الخارجية. وبطبيعة الحال فإن التشاور مستمر مع المملكة، فهي ساهمت بشكل كبير وفعال في مكافحة الإرهاب والتاكيد على قيم التسامح. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية التنسيق الأمني ذي البعد الاستراتيجي بين البلدين لتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي، فالمملكة باتت مدرسة عالمية في طرق مكافحة الإرهاب وتجربة المناصحة. هل تطرقتم إلى قضايا أخرى بعيدا عن العلاقات الثنائية بين الرياض وإسلام آباد؟. - بالطبع، تحدثت مع خادم الحرمين عن قضايا الأمة، وهذا أمر طبيعي مع خادم الحرمين الشريفين، فهو شخصية تحظى بالاحترام والتقدير في المحافل العالمية من خلال دوره السياسي العالمي في التقريب بين الدول، ومبادراته السلمية العالمية ودوره كذلك في فض النزاعات الدولية، فالملك عبدالله شخصية حكيمة ذو نظرة سياسية بعيدة المدى على المستويين الإقليمي والدولي وصاحب مبادرات عالمية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية، والتاريخ سيبقى محتفظا بدور هذه الشخصية النوعية، ومساهماته في المملكة وخارجها لن ينساها التاريخ. وفي هذا الإطار أود أن أؤكد على الدعم السعودي المستمر للشعب الباكستاني، فالمملكة تحظى باحترام بالغ وحاد من الباكستانيين جميعا. ننتقل إلى الأوضاع الداخلية الباكستانية.. ما هو برنامج حكومتكم؟. - إننا في باكستان، نعتقد أننا في مرحلة حيوية ومفصلية وفارقة في الحياة السياسية الباكستانية، ومن الأولويات تحسين مستوى الفرد الباكستاني الاقتصادي والاهتمام بالقضايا الشعبية الاقتصادية، وأؤكد لك أن باكستان ماضية في تعزيز قواعد الديمقراطية وإنهاء حالة الفساد المستشري في البلاد وإرساء دولة القانون، لكن حقيقة لا بد القول والإقرار بأن الحكومة الحالية ورثت تركة ثقيلة وأزمات مستفحلة، إلا أنني على يقين أن الحكومة قادرة على إيجاد حلول لأزمة الطاقة خلال السنوات الثلاث المقبلة. وماذا عن الخارطة السياسية في البلاد والتعامل مع بقية الأحزاب؟. - منذ أن نجحت في الانتخابات، أكدت لكل القوى السياسية الباكستانية حرصي على إيجاد التوافق بين جميع الأحزاب السياسية لتحقيق ازدهار باكستان وإنهاء الأزمات التي يعيشها الشعب الباكستاني خصوصا الأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة وانقطاع الكهرباء.. وباكستان لكل الباكستانيين والأفرقاء الراغبين في تعزيز أسس الدولة. وصف المراقبون زيارتكم إلى الصين بالاستراتيجية.. لماذا؟. - بالفعل لقد حققت الزيارة أهدافا استراتيجية لمصلحة البلدين، خصوصا على المستوى الاقتصادي، وأنا في هذا الصدد، أدعو المستثمرين السعوديين والأجانب إلى الالتفات إلى باكستان وما فيها من إيجابيات استثمارية.. فنحن مقبلون على مرحلة اقتصادية جوهرية، نتطلع إلى استثمارات خارجية. وكيف هي العلاقة مع الهند الآن؟. - حقيقة أنا متفائل بهذه العلاقات، ونعمل من أجل تطور هذه العلاقات نحو الأفضل، والحوار بين الباكستان والهند كفيل بحل جميع القضايا، وبدت المؤشرات الإيجابية وحسن النبية من الهند من خلال تهنئة رئيس الوزراء مانموهان سيخ حينما نجحت بالانتخابات. حينها أبدى رغبة في الحوار وتهيئة المناخ المناسب لإيجاد علاقات أكثر متانة. مازالت الضربات الأمريكية الصاروخية على مناطق القبائل إحدى القضايا الخلافية مع الجانب الأمريكي.. هل تواصلتم مع الإدارة الأمريكية لحلها؟. - هذه صحيح، هناك بعض الخلافات مع الجانب الأمريكي حول هذا الأمر، ونحن بدورنا أبدينا للجانب الأمريكي رغبتنا في وقف هذه الاعتداءات على منطقة القبائل. يواجه الرئيس السابق برويز مشرف بعض القضايا.. كيف تنظرون إليها؟. - باكستان الآن دولة مؤسسات، وبطبيعة الحال فإن هذه القضايا ستأخذ مجراها القانوني عبر المؤسسات القضائية. ونحن حريصون على إرساء دولة القانون وإنهاء الفساد وتدعيم قواعد الديمقراطية.