رمى عدد من شباب العاصمة المقدسة همومهم في ملعب المجتمع، مؤكدين أن ندرة الوظائف والعادات والتقاليد وغلاء المعيشة تعيق استقرارهم ودخولهم العش الوردي. «عكاظ» التقت بمجموعة من الشباب من الجنسين في مكةالمكرمة، والذين فضفضوا عن أحلامهم وهواجسهم، مؤكدين أنهم في انتظار الوظيفة التي تحقق لهم طموحاتهم، لأنهم لا يريدون أن يظلوا عالة على أسرهم وأن بعضهم يشعر بالخجل حينما يأخذ مصروفه من والده أو والدته. يقول عبدالرحمن: إنه فشل في إكمال نصف دينه لأن والد العروس طلب مهرا خرافيا وفقا لوصفه ما جعله يؤجل دخول القفص الذهبي. وقال عبدالرحمن: فقدت رغبتي بالزواج برغم إلحاح والدتي وإخوتي، خاصة أن راتبي زهيد بالكاد يسد حاجتي وأحيانا أضطر للاستدانة لإكمال باقي الشهر.وبين عصام الزهراني، بأن عزوف الشباب عن الزواج سببه قلة الوظائف، فالشباب ينتظر الحصول على وظيفة لكي يستقر ماديا وتتيسر له ظروف الزواج. وبين بأن الشباب يختلفون في متطلباتهم التي يتمنونها في شريكة حياتهم، فالبعض يبحث عن الجمال، والبعض يبحث عن الدين والأخلاق، وهذه أهم متطلب أريده في شريكة حياتي.وبين الشاب صفوان الطويرقي، بأن عزوف الشباب يأتي أولا من ارتفاع مستوى المعيشة، والمبالغة في المهور وتكاليف الأفراح، فهذه تمنع بعض الشباب من الزواج فينتظر حتى تتيسر حالته المادية لكي يستطيع الزواج. وأوضح بأن هناك شبابا لا يجدون الوظائف أو يبدأون من الصفر، فكيف يستطيعون الزواج، فإذا توظف الشاب ينتظر كثيرا لكي يوفر المال للزواج، وهذه أيضا من المعوقات التي يواجهها الشاب، وبين بأن الحلول المقترحة تتمثل في توفير الوظائف أولا للشباب وتقديم المساعدات للشباب لكي يستطيع الزواج. وذكر وحيد آل خيرات، بأن أغلب متطلبات الشباب في شريكة حياتهم أن تكون ذات دين وأخلاق، ويجب أيضا التوافق الفكري بينهما؛ لأن انعدام التوافق يؤدي إلى نشوب المشاكل المنتهية بالطلاق. وترى المستشارة الاجتماعية بلجنة إصلاح ذات البين بمكةالمكرمة، آمال أبو العلا، أن تأخر الشاب عن الزواج يؤدي لاعتياده على حياة العزوبية، وتصبح من أكثر العوامل المؤثرة في تأخر الزواج، بالإضافة إلى تخوفه من تحمل المسؤولية، ومواجهة المشاكل الأسرية، خاصة إن عاش حياة أسرية مليئة بالمشاكل أو عاصر بعض الأقارب والأصدقاء، وهنا يبدأ في التردد في الإقدام على الزواج، والذي بات يشكل له هاجسا وتخوفا. كما أن كثيرا من الشباب يحجم عن الزواج؛ بسبب تمسك بعض الأسر ببعض التقاليد القديمة، كالزواج من ابنة العم، إذ يفضل زوجة غيرها، فيفضل الشاب البقاء بدون زواج على بدء حياة محكوم عليها بالفشل.